books

المنهج المسحي

12 فبراير 2024
عدد المشاهدات (1239 مشاهدة)
المنهج المسحي

 

يعد المنهج المسحي أحد أهم مناهج البحث العلمي، وهو أسلوبٌ يُستخدم في دراسة أنواع الأبحاث المختلفة، وهذه البحوث تتطلب الحصول على معلومات كثيرة من مجتمع الدراسة، أو تتطلب استخدام عينة الدراسة؛ بغية الحصول على المعلومات؛ بهدف وصف الظاهرة أو المشكلة، وفي هذا المقال نتناول الحديث عن المنهج المسحي بشيء من التفصيل.

 

ما المقصود بالمنهج المسحي؟

يُعرف المنهج المسحي بتعريفات عدة، نذكر أهمها:

  1. المنهج المسحي (Survey): هو مجموعة من الخطوات التي يتم إجرائها من خلال استجواب مجموعة من الأفراد؛ للحصول على معلومات تساعد الباحث في الوصول إلى النتائج، ولا يقوم الباحث خلال هذا المنهج بدراسة العلاقة أو استنتاج الأسباب.
  2. المنهج المسحي (Survey): هو عبارة عن تجميع منظم للبيانات المتعلقة بمؤسسات إدارية، أو علمية، أو ثقافية، أو اجتماعية، مثل: المدارس والمؤسسات التعليمية الأخرى، وكذلك المكتبات ومراكز البحوث والمؤسسات المعلوماتية، والمستشفيات والمؤسسات الصحية، والدوائر، والشركات الرسمية الحكومية، وغير الرسمية، والمؤسسات الخدمية والإنتاجية الأخرى المختلفة.   وتتعلق البيانات المجمعة من هذه المؤسسات عادة بأنشطتها وعملياتها وإجراءاتها، وكذلك عن موظفيها وخدماتها المختلفة، وذلك خلال فترة زمنية معينة ومحددة، يحددها الباحث عادةً.
  3. المنهج المسحي (Survey): هو عبارة عن منهج وصفي، يعتمده الباحثون في الحصول على بيانات ومعلومات وافية ودقيقة، تصور الواقع الاجتماعي والحياتي، والذي يؤثر في الأنشطة الإدارية كافةً، وكذلك الأنشطة الاقتصادية، والتربوية، والثقافية، والسياسية، والعلمية، وتسهم هذه البيانات والمعلومات في تحليل الظواهر.

 

ما أنواع المنهج المسحي؟

تتعدد أنواع المنهج المسحي، وهي على النحو الآتي:

  1. المسح الوصفي: ويعنى بوصف الظاهرة وتحديدها، وتبرير الظروف والممارسات، أو التقييم والمقارنة.
  2. المسح الارتباطي: يدرس العلاقات الارتباطية بين المتغيرات.
  3. المسح التنبؤي: وهو المسح الذي يحاول وضع تنبؤات مستقبلية مبنية على حقائق الواقع الحالي.
  4. المسح التطوري: وهو الذي يدرس أنماط ومراحل نمو، أو تغيير الظاهرة عبر الزمن.

 

ما أهداف المنهج المسحي؟

ويهدف الباحث من خلال المنهج المسحي إلى تحقيق عدد من الأهداف أهمها:

  1. محاولة جمع البيانات والمعلومات الوافية عن مجتمع محدد، أو مجموعة من الأفراد، أو ظاهرة من الظواهر، أو نشاط من الأنشطة في المؤسسات المعنية بالبحث.
  2. يتصف استخدام أداة البحث فيه، والتي أهمها الاستبيان في هذا النوع من البحوث، بالكفاءة في جمع البيانات والمعلومات المطلوبة.
  3. تحليل البيانات المجمعة وفق سياقات متعارف عليها، والتي تكون في الغالب سياقات إحصائية ومناسبة. وصف ما يجري، والحصول على حقائق، من خلال تحليل البيانات المجمعة، تكون ذات علاقات ما بمؤسسة أو إدارة أو مجتمع معين، وكذلك الإعلان عن تلك الحقائق والمعلومات المجمعة، في نتائج البحث.
  4. إمكانية صياغة عدد من التعميمات، أو النتائج التي يمكن أن تكون أساسا يقوم عليه تصور نظري محدد للإصلاحات الاجتماعية والإدارية، وما يرتبط بهما من أنشطة أخرى.
  5. إمكانية الخروج بمجموعة من المقترحات والتوصيات العملية التي يمكن أن تسترشد بها السياسات الاجتماعية والإدارية، وما يرتبط بهما من أنشطة.
  6. في الدراسات المسحية الوصفية، يحاول الباحث تحديد وتشخيص المجالات التي تشتمل أو تحدث فيها المشاكل، والتي تحتاج إلى إدخال التحسينات المطلوبة.
  7. تستخدم الدراسات المسحية؛ للتنبؤ بالمتغيرات المستقبلية، فضلًا عن إيضاحها للتحولات والتغيرات الماضية، فالوظيفة الأساسية للدراسات المسحية الوصفية هي جمع البيانات والمعلومات التي يمكن فيما بعد تحليلها وتفسيرها، ومن ثم الخروج بالاستنتاجات.
  8. تبرير الأوضاع والأنشطة الموجودة في مجتمع المسح المعني.
  9. الوصول إلى خطط أفضل لذلك المجتمع؛ بغية تحسين الأداء والأوضاع فيه.

 

ما هو مجال الدراسات المسحية؟

يُحدد مجال الدراسات المسحية وعمقها بطبيعة مشكلة البحث، فمجالها قد يكون واسعًا من الدول، وقد يكون لمؤسسة، أو شريحة إدارية، أو اجتماعية، أو تربوية، في مدينة أو منطقة، وقد تجمع البيانات من كل فرد من أفراد المجتمع أو الهيئة الممسوحة _خاصةً_ إذا كانت صغيرة، أو قد يختار الباحث نموذج أو عينة مختارة، وبشكل سليم وعلمي ودقيق؛ لكي تمثل المجتمع أو الهيئة المراد دراستها بشكل صحيح.

ومن جانب آخر، فقد دلت الدراسات على أن طريقة المسح أو الدراسة المسحية قد أثبتت جدارتها وفعاليتها لعدد من الموضوعات المعاصرة المهمة، مثل: الموضوعات السياسية والتعليمية والاجتماعية والاقتصادية، وهذه تمثّل الجانب الأعظم من الدراسات التي تحتاج مشكلاتها إلى بحث، وأما الأساليب الأساسية التي يُستحسن استخدامها في جمع البيانات والمعلومات في الدراسة المسحية فهي الاستبيان والمقابلة.

وتأسيسًا على ما سبق، فإن الأطر والمجالات التي يعالجها المنهج المسحي؛ بغرض إلقاء الضوء على نوع البيانات والمعلومات المطلوبة في الدراسة المسحية بشكل شامل وعام، فإن الموضوعات التي يمكن أن يناقشها الباحث والأسئلة التي يوجهها تدور ضمن الأطر والمجالات الآتية :

أولًا. الإدارة والقوانين: 

أي الحكومة والقوانين التي تعمل بإطارها هذه الحكومات، وترتبط بيانات ومعلومات الإدارة والقانون بالمسائل والجوانب الآتية:

  1. الأساس القانوني أو التنظيمي لكيان المجتمع المحلي وأدارته القائمة.
  2. كيفية تحديد الحقوق والواجبات، وعلاقة الهيئات والمؤسسات المختلفة بالقوانين واللوائح والتعليمات المحلية.
  3. التنظيمات السياسية الموجودة، والجماعات والشخصيات التي تسيطر عليها، والأطر القانونية الخاصة بها.
  4. الطرق والقوانين التي تستخدم في جباية الضرائب، وزيادتها، وماهيتها.
  5. طبيعة الخدمات التي تقدمها الهيئات الحكومية، ونوعها، وحدودها.

ثانيًا. الظروف الاقتصادية والجغرافية: 

وفي هذا المجال، فإن البحوث المسحية تتركز على الأمور الآتية:

  1. تأثير جغرافية المنطقة في النقل والمواصلات والأعمال والمهن والصحة وقيمة الأرض وتوزيع السكان، وما شابة ذلك.
  2. النشاطات الاقتصادية المختلفة، التي تتوفر في المجتمع أو الهيئة الممسوحة.
  3. الأحوال الاقتصادية لأفراد المجتمع.

ثالثًا. الخصائص الاجتماعية والثقافية: 

 وهنا يهتم الباحث في البحث المسحي الوصفي بأمور شتى أهمها الآتي:

  1. علاقة المجتمع المحلي بالمجتمعات الأخرى في المنطقة.
  2. طبيعة المجتمع المحلي ومدى تماسكه.
  3. الصراعات الطبقية والعنصرية والدينية الموجودة فيه.
  4. المستويات الأخلاقية العامة للمجتمع.
  5. النشاطات والخدمات الثقافية الموجودة، مثل: المكتبات والمتاحف ووسائل الترفيه.
  6. المشكلات والأمراض الاجتماعية الموجودة، مثل: الجرائم والتسول والجهل، وما شابه ذلك، ومن المسؤول عنها.

 رابعًا. السكان: 

ومن المعلومات والبيانات المطلوبة بالنسبة للسكان ما يأتي:

  1. تكوين السكان من حيث السن والجنس اللون والقومية والدين والحرف والميول والسياسية ونوع المسكن، وغيرها.
  2. حركة السكان وزيادتهم أو نقصانهم، وحجم ذلك وأسبابه، وما هي معدلات الوفيات والمواليد والأمراض، وما شابة ذلك.

 

ما أهم الملاحظات الأساسية عن المنهج المسحي؟

هناك عدة ملاحظات أساسية عن المنهج المسحي، وهي كالآتي:

  1. عن طريق المنهج المسحي يقوم الباحث بجمع بيانات ومعلومات تفصيلية عن مؤسسات، أو وحدات إدارية، أو اجتماعية، أو تعليمية، أو ثقافية، أو منطقة جغرافية
  2. عن طريق المنهج المسحي من الممكن القيام بدراسة الظواهر والأنشطة، وبعض الصفات الموجودة في المؤسسات والوحدات الإدارية والإجتماعية والمناطق الجغرافية، والتي تحقق أهداف هذا البحث.
  3. نستطيع أن نؤكد على أهم أهداف البحث المسحي والتي تنعكس في جانبين أساسين هما:
  • تبرير الأوضاع والأنشطة الموجودة في مجتمع المسح .
  • الوصول إلى خطط افضل بغرض تحسين الأداء والأوضاع في المجتمع المعنى بالمسح.
  1. يتم تحقيق أهداف البحث المسحي الواردة أعلاه بضوء مقاييس و أسس معدة مسبقا ومقارنتها بواقع الحال، كأن يكون ذلك ما حدده المتخصصون والكتاب في هذا المجال، أو ما هو موجود في مؤسسات، أو وحدات متطورة ومتقدمة في هذا المجال والموضوع المطلوب دراسته.
  2. تكون الدراسات المسحية للأنشطة والظواهر الجارية والحالية بالدرجة الأساس.
  3. يتحدد حجم الدراسة المسحية بحجم مشكلة البحث وعمقها، حيث تدرس كافة المؤسسات والوحدات، أو يتم اختيار نماذج وعينات منها ممثلة للمجتمع الأصلي، وقد تجمع البيانات والمعلومات من كل فرد من أفراد المجتمع المطلوب دراسته، إذا كان حجم المجتمع محددا وقابلا للدراسة، وقد تجمع البيانات والمعلومات من نماذج وعينات يحددها الباحث مسبقا.
  4. أثبت المنهج المسحي فاعليته في الموضوعات الاجتماعية والاقتصادية و الثقافية والسياسية المعاصرة.
  5. تكون وسيلة جمع البيانات في المنهج المسحي الاستبيان بالدرجة، وقد يحتاج الباحث إلى استخدام المقابلة أو كلاهما معا الأساس، وأحيانا الرجوع إلى السجلات ووثائق المؤسسات أو الوحدات المطلوب دراستها.

 

 

ما أهم المجالات الحياتية التي تستخدم المنهج المسحي؟

تحتاج بعض المجالات الحياتية إلى استخدام المنهج المسحي، وأهم هذه المجالات:

  1. المسح التعليمي: المدارس بمختلف مستوياتها، والجامعات، والطلبة، وأعضاء الهيئات التعليمية، والبحث العلمي…إلخ.
  2. المسح الاجتماعي: القضايا الاجتماعية، والعلاقات الأسرية، والزواج والطلاق … إلخ.
  3. مسح الرأي العام: الانتخابات، ووجه نظر المجتمع في مسألة معينة.
  4. المسح الاقتصادي (مسح السوق): كارتفاع الأسعار، وحركة الأسواق المحلية، وردود فعل المواطنين، وبعض المنتجات والصناعات … إلخ.
  5. المسح الثقافي: كالقراءة، والمكتبة، وتأثيرات الإنترنت على الثقافة …إلخ.

 

 

 

المراجع

 

أبو زايدة، حاتم. (2018). مناهج البحث العلمي. مركز بحث المستقبل.

قنديلجي، عامر إبراهيم. (د.ت). منهجية البحث العلمي. اليازوري.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعرف على خدماتنا
استشارات الإطار النظري والدراسات السابقة
icon
استشارات الإطار النظري والدراسات السابقة
استشارات خطة البحث العلمي
icon
استشارات خطة البحث العلمي
خدمة التحرير المكثف للبحوث العلمية
icon
خدمة التحرير المكثف للبحوث العلمية
النشر العلمي في المجلات المحكمة العربية
icon
النشر العلمي في المجلات المحكمة العربية
خدمة دعم النشر العلمي
icon
خدمة دعم النشر العلمي
السرقة العلمية وفحص نسبة الاستلال
icon
السرقة العلمية وفحص نسبة الاستلال
تحليل السلاسل الزمنية
icon
تحليل السلاسل الزمنية
إعادة الصياغة وتقليل نسب الاستلال
icon
إعادة الصياغة وتقليل نسب الاستلال
التحليل الإحصائي ببرنامج SAS
icon
التحليل الإحصائي ببرنامج SAS
التحليل الإحصائي ببرنامج SPSS
icon
التحليل الإحصائي ببرنامج SPSS
الإحصاء الوصفي
icon
الإحصاء الوصفي
الإحصاء الاستدلالي
icon
الإحصاء الاستدلالي
خدمة تنظيف البيانات
icon
خدمة تنظيف البيانات
النقد الأكاديمي
icon
النقد الأكاديمي
التدقيق اللغوي والاملائي ومراجعة علامات الترقيم
icon
التدقيق اللغوي والاملائي ومراجعة علامات الترقيم
احصل على استشارة مجانية من الخبراء
whatsapp