نتحدث في هذا المقال عن المنهج المقارن ونتناول تعريف المنهج المقارن وشروط المقارنة وأنواعها وغيرها، وتأتي أهمية الحديث عن المناهج البحثية عامةً، والمنهج المقارن خاصةً في أنه من أبرز مناهج البحث العلمي الحديثة التي يستعملها طلاب الدراسات العليا في دراساتهم، وفيما يأتي مزيد من التفصيل.
ما هو المنهج المقارن؟
عرف علماء البحث العلمي المنهج المقارن بأكثر من تعريف كالآتي:
- المنهج المقارن: هو المقارنة بين أكثر من ظاهرتين، فيما يُعرف بالمقارنه والمقايسة بين ظاهرتين عادة، وأحيانا بغرض التعرف إلى أوجه الشبه وأوجه الاختلاف بينها، كما في علم الاجتماع مثلًا يتم تحديد أوجه الشبه، وأوجه الاختلاف بين ظاهرتين، أو أكثر بحيث يستطيع الباحث من خلالها الحصول على معلومات مناسبة ودقيقة.
- المنهج المقارن: هو منهج يسلط من خلاله الباحث الضوء عادةً على ظاهرة أو حادثة ما تكون موضوع الدراسة، ويقوم بجمع المعلومات الوافية والكافية والعميقة الخاصة بموضوع البحث وفي البحث المقارن أيضا هناك معلومات عن أوجه ً ينبغي أن تكون شبه وأوجه اختلاف في الظواهر والحوادث المطلوب دراستها.
- المنهج المقارن: هو المنهج الذي يعتمده الباحث؛ للقيام بالمقارنة، وبيان أوجه الاختلاف، أو الاتفاق فيما يتعلق بالمسألة القانونية محل البحث؛ بهدف التوصل إلى أفضل حل لهذه المسألة.
ما شروط المنهج المقارن؟
هناك عدة شروط يعمل خلالها المنهج المقارن وهي كالآتي:
- مقارنة ظواهر وأحداث تستنبط منها معلومات قابلة للمقارنة.
- المقارنة تكون عادة بين حالتين أو ظاهرتين أو أكثر أحيانا.
- أن يتجنب الباحث المقارنات السطحية، وأن يتعرض إلى الجوانب الأكثر عمقا؛ لغرض فحص وكشف طبيعة الواقع المدروس وعقد المقارنات الجادة والعميقة.
- أن تكون المقارنة مقيدة بعاملي الزمان والمكان، فلا بد أن تقع الحادثة الاجتماعية في زمان ومكان نستطيع مقارنتها بحادثة مشابهة وقعت في زمان ومكان آخرين.
- في المقارنة التي تتم عن طريق المنهج المقارن، قد تكون أوجه الشبة أكثر من أوجه الشبه بين الحالتين، أو الحالات التي يتم المقارنة بينها، أو ان يكون العكس على أن تكون أكثر أوجه الاختلاف فيها أكثر من أوجه الشبه، فتكون بذلك مقارنة مغايرة.
فيمَ يُستخدم المنهج المقارن؟
يستخدم المنهج المقارن في العلوم والموضوعات الاجتماعية والسياسية والتربوية والثقافية وغيرها، ويحاول الباحث تحديد أوجه التشابه وأوجه الاختلاف بين ظاهرتين، ففي مجال العلوم السياسية مثلًا يُستخدم من أجل الكشف عن المبادئ والقيم السياسية، أو بعضها، وقد يجد عالم السياسة نفسه مهتمًا بتحليل المجتمعات السياسية على أساس مقارنتها بغيرها من المجتمعات، ومن الجدير بالذكر، أن (أرسطو) كان أول من أستخدم المنهج المقارن ثم تطور بعد ذلك على أيدي علماء سياسة آخرين عبر مراحل وقرون لاحقة، وحتى وقتنا الحاضر.
ما أنواع المقارنات في المنهج المقارن؟
. وتأخذ المقارنات أنواع وأشكال متعددة، نذكر أهمها :
أولاً: مقارنات واسعة المعالم:
يطلق عليها علماء الاجتماع “الماكروسوسيولوجي”، ويقصدون بها مقارنات واسعة، مثل: المقارنة بين المجتمعات الإنسانية ببعضها، أو مقارنة ظاهرتين في مجتمعين إحداهما تطورت بسرعة والأخرى بطيئة التطور، آخذين في الاعتبار وجود مجموعة من المظاهر والنظم في مجتمع ما، بينما لا تؤدي الظاهرة نفس الوظيفة في مجتمع آخر، أو أنها لا تؤديها بالدرجة ذاتها.
ثانياً: مقارنة على المستوى الأقل والأضيق نطاقا “الميكروسوسيولوجي”:
كأن تكون المقارنة في مجتمع واحد، ولكن بين طبقات، أو فئات، أو مؤسسات مختلفة، أو فئات في مستوى تحضر معين والفئات الريفية، من نفس المجتمع أو البلد.
ثالثاً: مقارنة المجتمعات الإنسانية عبر عصور مختلفة:
كأن يكون ذلك مقارنةً في عصر ما بالمجتمعات الإنسانية نفسها في عصر سابق آخر، والغرض من ذلك التّعرف على مدى التقدم الذي تخطوه الإنسانية في كل طور من أطوارها ومعرفة درجة التطور ما بين الشعوب الإنسانية، وقد ينظر بعض المهتمين بمناهج البحث العلمي إلى المنهج المقارن على أنه ليس أكثر من منهج مسحي، حيث يقوم الباحث بمقارنة الأداء في عدد من المؤسسات والوحدات الإدارية، مثال ذلك: مدرستين أو مجموعة مدارس، ومكتبتين أو مجموعة مكتبات، ومشفيين، أو مجموعة مشفيات، وجامعتين، أو مجموعة جامعات …وهكذا.
قنديلجي، عامر إبراهيم. (د.ت). منهجية البحث العلمي. اليازوري.
اترك تعليقاً