أنواع البحث العلمي

      نناقش في هذه المقال أنواع البحث العلمي (نظرة شاملة)، حيث يعد البحث العلمي من أهم النشاطات التي يقوم بها الباحثون في المجالات العلمية المختلفة، إذ يسعون إلى استكشاف الظواهر والمشكلات والظواهر من خلال تطبيق رؤى ومناهج علمية، كما يهدف البحث إلى اكتساب المعرفة وفهم العالم من حولنا بشكل أعمق وأفضل، وفي السطور الآتية مزيدًا من التفصيل حول البحث العلمي وأنواعه.

الأسس النظرية للبحث العلمي

تشمل الأسس النظرية للبحث العلمي العناصر الأساسية التي يجب توفرها في البحث العلمي، مثل: الدقة والموضوعية والمنطقية والتفسير العلمي، كما يجب أن يتمتع البحث بالدقة من خلال استخدام الأساليب العلمية الموثوقة، والتحقق من صحة البيانات والنتائج، كما يجب أن يكون البحث مبنيًا على الموضوعية من خلال تجنب التحيز والتأكد من عدم التأثر بالآراء الشخصي، وأن يكون منطقيًا من خلال استخدام العلاقات السببية، والتفسير العلمي للنتائج والاستنتاجات التي تم التوصل إليها.

الأهداف والأساليب في البحث العلمي

تعد الأهداف والأساليب في البحث العلمي جزءًا حيويًا من عملية البحث؛ حيث تسهم الأهداف في توجيه الباحث نحو ما يريد تحقيقه، أو اكتشافه، كما تُسهم في تحديد نطاق الدراسة، وتحديد العناصر المراد تحليلها، أما الأساليب في البحث العلمي فتشمل الإطار النظري، والأدوات المستخدمة، والخطوات المنهجية التي يتبعها الباحث في الجمع وتحليل البيانات، وتكون الأساليب متنوعة باعتبار أن كل نوع من أنواع البحث يتطلّب أساليبًا محددة تناسب طبيعة الدراسة والمقاصد المنشودة منها.

أهمية البحث العلمي

يعد البحث العلمي أساسًا مهمًا في تقدم المعرفة وتطور المجتمعات؛ نظرًا لما يأتي:

1. يسهم البحث في فتح آفاق جديدة للمعرفة وحل المشاكل المعقدة التي تواجه البشرية.
2. يسهم البحث العلمي في تقدم الاقتصاد والتكنولوجيا وتوسيع قاعدة المعرفة العلمية.
3. يسهم في توجيه السياسات واتخاذ القرارات المستنيرة في مختلف المجالات.
4. يعد البحث العلمي أداة حيوية في تعزيز الابتكار وتطوير الصناعة والخدمات.
5. يعد البحث العلمي ركيزة أساسية في بناء المعرفة وتقدم البشرية.

أنواع البحث الأساسية

يهدف البحث العلمي حيث إلى فهم واكتشاف المفاهيم والظواهر العلمية بعمق مع التركيز على بناء المعرفة الجديدة، وتتعدد أنواع البحث على النحو الآتي:

أولًا: البحث التجريبي

يهدف البحث التجريبي إلى تحديد وفهم العلاقة السببية بين المتغيرات من خلال إجراء تجارب وتحليل النتائج، كما يعتمد هذا النوع من البحث على استخدام منهج تجريبي وقياسي؛ للتأكد من الصحة العلمية والموضوعية للنتائج التي تم الوصول إليها.

ثانيًا: البحث الوصفي

يتناول البحث الوصفي وصف، أو تحليل الظاهرة، أو الظواهر المحددة دون التركيز على تفسير العلاقات السببية، كما يهدف إلى إعطاء صورة واضحة ومفصلة عن الموضوع المدروس، وتحليله دون إدخال العناصر النظرية بشكل كبير.

ثالثًا: البحث التحليلي

يهدف البحث التحليلي إلى تحليل وفهم الظواهر من خلال تفكيكها ودراستها بشكل مفصل، ويعتمد هذا النوع من البحث على الاستنتاجات المنطقية والتفسيرات الدقيقة مع التركيز على تحليل البيانات والمعلومات بعمق.

أنواع البحث التطبيقي

يهدف البحث التطبيقي إلى تطوير الحلول العملية للمشكلات الحالية، أو لتحسين العمليات الحالية، وله أنوع عدة هي:

أولًا: البحث التطبيقي الأساسي

يتمحور البحث التطبيقي الأساسي حول فهم الظواهر العلمية الأساسية وتطبيق النتائج؛ لتحسين العمليات الحالية، كما يهدف هذا النوع من البحث إلى استكشاف المفاهيم الأساسية وتحليلها؛ لتطبيقها في العمليات والأنظمة الواقعية، ويعتمد البحث التطبيقي الأساسي على النظريات والمفاهيم العلمية؛ لفهم الظواهر الأساسية وتحسين العمليات الحالية.

ثانيًا: البحث التطبيقي التقني

يتمحور البحث التطبيقي التقني حول تطبيق التكنولوجيا والإبتكار في حل المشاكل العملية، ويسعى هذا النوع من البحث إلى تطوير وتحسين الأدوات والتقنيات المستخدمة في العمليات الصناعية والتجارية، كما أنه يعتمد البحث التطبيقي التقني على استخدام التكنولوجيا والهندسة؛ لتطوير الحلول التقنية وتحسين العمليات الحالية.

التصميم البحثي

يعد التصميم البحثي من أهم الخطوات في عملية البحث العلمي، حيث يتم تحديد كيفية جمع البيانات وتحليلها بشكل منهجي، ويجب أن يكون التصميم البحثي دقيقا ومحكما؛ لضمان صحة وموثوقية النتائج، ويشمل التصميم البحثي اختيار العينة، وتحديد المتغيرات المراد دراستها، ووضع أساليب القياس المناسبة، ولا بد للتصميم البحثي من توجيهات واضحة للباحثين؛ حتى يتمكنوا من تنفيذ الدراسة بشكل يحقق الأهداف المرجوة بدقة وكفاءة.

مراحل البحث العلمي

تشمل مراحل البحث العلمي عدة خطوات أساسية، نعرضها فيما يأتي:

1. تحديد المشكلة: هو أول خطوة في مراحل البحث العلمي، حيث يتم تحديد المسألة أو الفراغ في المعرفة الذي يحتاج إلى إجابة، ويتطلب ذلك تحليل الأدبيات الحالية وتحديد المجالات التي تفتقر إلى البحث، أو المعرفة، كما يجب أن تكون المشكلة واضحة ومحددة جيدًا؛ من أجل توجيه جهود البحث؛ للوصول إلى نتائج هادفة.
2. وضع الفرضيات: يتم وضع الفرضيات المفترضة المرتبطة بها، والتي تمثل توقعات محتملة للنتائج المتوقعة، ويتم صياغة الفرضيات بما يسمح بفحصها، واختبار صحتها من خلال تنفيذ الدراسة العلمية التالية.
3. تصميم الدراسة: يتضمن تصميم الدراسة تحديد الطريقة والإجراءات التي سيتم اتباعها؛ لتحقيق أهداف البحث وفحص الفرضيات، ويشمل ذلك اختيار العينة، وتحديد المتغيرات المراد دراستها، وكيفية جمع البيانات، وتحديد الأدوات والتقنيات المستخدمة في الدراسة.
4. جمع البيانات: يتطلب جمع البيانات تنفيذ الإجراءات المحددة في تصميم الدراسة؛ وذلك للحصول على البيانات اللازمة للفحص العلمي، ويمكن أن تكون البيانات كمية، أو نوعية تعتمد على طبيعة البحث والأهداف المحددة.
5. تحليل البيانات: يتم تحليل البيانات باستخدام الأساليب الإحصائية، أو التحليلية المناسبة للدراسة، ويهدف تحليل البيانات إلى التحقق من صحة الفرضيات، واستخلاص النتائج العلمية المنطقية والدقيقة.
6. استنتاجات البحث: في هذه المرحلة، يتم صياغة الاستنتاجات النهائية بناءً على النتائج والتحليلات التي تم الوصول إليها، كما تشمل الاستنتاجات تقييمًا للفرضيات، وتوصيات للبحوث المستقبلية، والإسهامات المحتملة في المجال العلمي.

التحديات والمشكلات في البحث العلمي

يواجه البحث العلمي عديدًا من التحديات والمشكلات، منها:

1. قلة التمويل والموارد المالية التي تعيق استمرارية الأبحاث وتأثيرها.
2. التحديات القانونية والأخلاقية؛ حيث يجب أن يلتزم الباحثون بقوانين السلامة والأخلاقيات والتصاريح اللازمة قبل القيام بأي بحث.
3. التحديات الإدارية والتنظيمية مثل: تأخر الإجراءات الإدارية والتعقيدات البيروقراطية.
4. التحديات التقنية وهي عقبة أمام البحث العلمي، بما في ذلك صعوبة الوصول إلى تقنيات حديثة وتكنولوجيا متطورة.
5. صعوبة التعاون الدولي والتبادل المعرفي بسبب القيود السياسية والثقافية.

التعليقات