إن الحديث عن طريقة البحث في مكتبة الملك فهد يعد من الركائز الأساسية في دعم المكتبات للبحث العلمي، حيث توفر مصادر المعرفة اللازمة؛ لإثراء الدراسات الأكاديمية والبحوث، تبرز مكتبة الملك فهد الوطنية كواحدة من المؤسسات الرائدة في المملكة العربية السعودية التي تسهم بشكل كبير في تطوير البحث العلمي، وتحتضن المكتبة مجموعة واسعة من المصادر والمراجع التي تغطي مختلف المجالات الأكاديمية، مما يجعلها وجهة مثالية للباحثين وطلاب الدراسات العليا، ومن خلال هذا المقال، سنتناول الخطوات الأساسية التي يجب اتباعها للبحث في مكتبة الملك فهد، هذا إضافةً إلى استعراض أدوات البحث المتقدمة والتحديات المحتملة التي قد تواجه الباحثين وكيفية التغلب عليها.
خطوات البحث في مكتبة الملك فهد
أولًا: كيفية إنشاء حساب مستخدم جديد
للاستفادة من خدمات مكتبة الملك فهد الوطنية، يحتاج الباحثون أولًا إلى إنشاء حساب مستخدم جديد على بوابة المكتبة الإلكترونية، كما يمكن القيام بذلك بسهولة من خلال زيارة الموقع الرسمي للمكتبة، حيث يتعين على المستخدمين ملء نموذج التسجيل بالمعلومات الشخصية الأساسية مثل: الاسم، والبريد الإلكتروني، ورقم الهاتف، وبعد الانتهاء من عملية التسجيل، سيتم إرسال رابط تفعيل الحساب إلى البريد الإلكتروني المسجل، وبمجرد تفعيل الحساب، يمكن للمستخدمين الوصول إلى مجموعة واسعة من المصادر الرقمية والمزايا المتاحة لأعضاء المكتبة.
ثانيًا: خطوات الدخول إلى البوابة الإلكترونية
بعد إنشاء الحساب، يمكن للمستخدمين الدخول إلى بوابة مكتبة الملك فهد الإلكترونية باستخدام البريد الإلكتروني وكلمة المرور التي تم تحديدها أثناء عملية التسجيل، كما تتيح البوابة الوصول إلى مجموعة متنوعة من المصادر والمراجع، إضافةً إلى الخدمات التي تقدمها المكتبة مثل: الاستعارة الرقمية، وطلب المقالات، وحجز المواعيد للزيارة الفعلية للمكتبة، وبمجرد الدخول، يمكن للمستخدمين البدء في البحث عن المصادر التي يحتاجونها باستخدام الفهرس الإلكتروني للمكتبة.
البحث عن المصادر والمراجع
أولًا: استخدام الفهرس الإلكتروني
يعد الفهرس الإلكتروني لمكتبة الملك فهد أحد الأدوات الأساسية التي تسهل على الباحثين العثور على الكتب والمراجع المطلوبة، كما يمكن الوصول إلى الفهرس من خلال البوابة الإلكترونية للمكتبة، حيث يتمكّن المستخدمون من البحث عن الكتب والمقالات باستخدام مجموعة متنوعة من المعايير مثل: العنوان، والمؤلف، أو الموضوع، كما يمكن استخدام الفهرس للبحث عن مصادر محددة مثل: الكتب النادرة، أو الرسائل الجامعية المتوفرة في المكتبة.
ثانيًا: البحث عن الكتب والمجلات الأكاديمية
بمجرد الدخول إلى الفهرس الإلكتروني، يمكن للمستخدمين البحث عن الكتب والمجلات الأكاديمية المتاحة في مكتبة الملك فهد، كما يمكن القيام بذلك عن طريق إدخال كلمات مفتاحية مرتبطة بالموضوع المراد البحث عنه، وتوفر المكتبة مجموعة واسعة من الكتب والمجلات الأكاديمية التي تغطي مختلف التخصصات، مما يسهل على الباحثين العثور على المصادر التي تدعم أبحاثهم، وبعد العثور على الكتاب، أو المجلة المطلوبة، يمكن للمستخدمين الاطلاع على التفاصيل الكاملة حول المصدر، بما في ذلك رقم التصنيف وموقعه في المكتبة.
ثالثًا: استعراض نتائج البحث وتصفية الخيارات
بعد إجراء البحث في الفهرس الإلكتروني، تظهر للمستخدمين قائمة بنتائج البحث التي تتوافق مع المعايير التي تم إدخالها، ويمكن للمستخدمين تصفية هذه النتائج باستخدام خيارات مختلفة مثل: تاريخ النشر، اللغة، أو نوع المادة، وتساعد هذه الفلاتر في تحسين نتائج البحث، وتحديد المصادر الأكثر صلة بالموضوع، كما يمكن للمستخدمين حفظ نتائج البحث، أو إرسالها إلى البريد الإلكتروني لمراجعتها لاحقًا.
رابعًا: استخدام قواعد البيانات والمصادر الرقمية
توفر مكتبة الملك فهد الوطنية للباحثين إمكانية الوصول إلى مجموعة واسعة من قواعد البيانات الأكاديمية التي تحتوي على مقالات، وأوراق بحثية، وتقارير علمية، وهذه القواعد تعد مصدرًا قيمًا للمعلومات، حيث تغطي مختلف التخصصات الأكاديمية من العلوم الإنسانية والاجتماعية إلى العلوم الطبيعية والهندسة، ويمكن للمستخدمين الوصول إلى هذه القواعد من خلال بوابة المكتبة الإلكترونية بعد تسجيل الدخول، حيث يمكنهم البحث عن المقالات والأوراق البحثية باستخدام الكلمات المفتاحية، أو العناوين المحددة.
خامسًا: البحث في الأوراق البحثية والمقالات العلمية
يتيح البحث في قواعد البيانات الأكاديمية للباحثين الوصول إلى آلاف الأوراق البحثية والمقالات العلمية التي تم نشرها في مجلات محكمة، ويمكن للمستخدمين استخدام أدوات البحث المتقدمة؛ لتحديد المقالات التي تتوافق مع اهتماماتهم البحثية، إضافةً إلى ذلك، توفر بعض قواعد البيانات خيارات؛ لتحليل الاقتباسات والمراجع المستخدمة في المقالات، مما يساعد الباحثين على تتبع تطور الأفكار والنظريات في مجالاتهم الدراسية.
سادسًا: استخدام المكتبة الإلكترونية للحصول على النصوص الكاملة
واحدة من المزايا الرئيسية لمكتبة الملك فهد هي إمكانية الوصول إلى النصوص الكاملة للكتب والمقالات المتاحة عبر المكتبة الإلكترونية، وبعد العثور على المصدر المطلوب في الفهرس، أو قاعدة البيانات، يمكن للمستخدمين تنزيل النص الكامل إذا كان متاحًا بصيغة رقمية، وهذا يتيح للباحثين الاطلاع على المحتوى الكامل للمصادر دون الحاجة إلى زيارة المكتبة الفعلية، مما يوفر الوقت والجهد.
أدوات البحث المتقدمة
أولًا: كيفية استخدام البحث البولياني (Boolean Search)
البحث البولياني هو أحد الأدوات المتقدمة التي تساعد الباحثين في تحسين دقة نتائج البحث، ويعتمد هذا النوع من البحث على استخدام كلمات مثل: “AND”، “OR”، و”NOT” ؛ لربط الكلمات المفتاحية بطريقة تمكن من تضييق، أو توسيع نطاق البحث، فعلى سبيل المثال: يمكن استخدام “AND” للبحث عن مصادر تحتوي على جميع الكلمات المفتاحية المدخلة، بينما يمكن استخدام “OR” للبحث عن مصادر تحتوي على أي من الكلمات المفتاحية، وهذه الأداة توفر للباحثين مرونة أكبر في تحديد المصادر الأكثر صلة بموضوعاتهم.
ثانيًا: تحسين البحث باستخدام الفلاتر والمعايير الزمنية
لزيادة دقة نتائج البحث، يمكن للباحثين استخدام الفلاتر والمعايير الزمنية؛ لتحديد نطاق البحث، على سبيل المثال: يمكنهم تحديد فترة زمنية معينة للبحث عن مصادر تم نشرها خلال تلك الفترة فقط، أو استخدام فلاتر؛ لتحديد لغة المصادر، أو نوعها مثل: (الكتب أو المقالات العلمية)، وتساعد هذه الخيارات في تقليل عدد النتائج وزيادة تركيز البحث على المصادر الأكثر أهمية.
ثالثًا: الاستفادة من خدمات الإعارة والاسترجاع
إلى جانب البحث عن المصادر، توفر مكتبة الملك فهد خدمة طلب الكتب والمقالات التي قد تكون غير متاحة رقميًا، ويمكن للمستخدمين طلب هذه المواد من خلال بوابة المكتبة، حيث يمكنهم تحديد الكتاب، أو المقال الذي يرغبون في استعارتها، وبمجرد تقديم الطلب، يتم معالجة الطلب من قبل فريق المكتبة ويتم إعلام المستخدم عندما تكون المادة جاهزة للاستلام، أو القراءة.
رابعًا: إجراءات الإعارة الداخلية والخارجية
تقدم مكتبة الملك فهد خدمات إعارة داخلية وخارجية تتيح للمستخدمين استعارة الكتب والمصادر لفترات محددة، كما تختلف سياسات الإعارة بناءً على نوع المادة والفئة المستهدفة، ويمكن للباحثين أيضًا طلب استعارة مواد من مكتبات أخرى ضمن شبكة المكتبات الشريكة؛ لضمان إدارة فعالة للمصادر، ويتعين على المستخدمين الالتزام بمواعيد الإعارة وإجراءات الاسترجاع.
التحديات والحلول في البحث بمكتبة الملك فهد
أولًا: التحديات الشائعة في عملية البحث
-
صعوبة الوصول إلى بعض المصادر
رغم توفر مجموعة واسعة من المصادر في مكتبة الملك فهد الوطنية، قد يواجه الباحثون أحيانًا صعوبة في الوصول إلى بعض المراجع، أو المواد النادرة، وقد تكون هذه المواد محفوظة في أقسام خاصة، أو غير متاحة بشكل رقمي، مما يتطلب زيارة فعلية للمكتبة أو طلبًا خاصًا؛ للوصول إليها، إضافة إلى ذلك، قد يكون هناك تأخر في عمليات الإعارة، أو الحصول على النصوص الكاملة بسبب السياسات الداخلية، أو عدد الطلبات المتزايد على المواد الشعبية.
-
مشاكل التوافق مع الأجهزة والبرامج
من التحديات الأخرى التي قد تواجه الباحثين هي مشاكل التوافق مع الأجهزة، أو البرامج المستخدمة؛ للوصول إلى مكتبة الملك فهد الرقمية، وقد لا تتوافق بعض قواعد البيانات، أو المصادر الرقمية مع جميع أنظمة التشغيل، أو متصفحات الإنترنت، مما يؤدي إلى تجربة استخدام غير مريحة، أو صعوبة في الوصول إلى المحتوى، إضافة إلى ذلك، قد تواجه بعض الأجهزة المحمولة صعوبة في تحميل، أو عرض المحتوى بشكل صحيح، مما يحد من القدرة على الاستفادة من المصادر المتاحة.
ثانيًا: إستراتيجيات التغلب على هذه التحديات
-
استخدام الأدوات التكنولوجية المساعدة
لمواجهة التحديات التقنية، يُنصح الباحثون باستخدام الأدوات التكنولوجية المساعدة التي يمكن أن تحسن من تجربة البحث، على سبيل المثال، يمكن استخدام متصفحات الإنترنت المدعومة بشكل جيد من قبل بوابة مكتبة الملك فهد، أو تثبيت برامج إضافية تسهل الوصول إلى المصادر الرقمية، كما يمكن الاستفادة من تطبيقات الهواتف الذكية التي تدعم تصفح المكتبات الإلكترونية، مما يتيح الوصول إلى المحتوى من أي مكان وفي أي وقت.
-
الاستفادة من دعم المكتبة وخدمة العملاء
للتغلب على صعوبة الوصول إلى بعض المصادر، أو التعامل مع مشاكل التوافق، يمكن للباحثين الاستفادة من خدمات الدعم التي تقدمها مكتبة الملك فهد، وتتوفر فرق دعم تقنية وخدمة عملاء؛ لمساعدة المستخدمين في حل أي مشاكل قد تواجههم أثناء استخدام البوابة الإلكترونية، أو الوصول إلى المصادر، كما يمكن التواصل مع فريق الدعم عبر البريد الإلكتروني، أو الهاتف، كما تتوفر أدلة إرشادية ومقاطع فيديو تعليمية على موقع المكتبة؛ لمساعدة المستخدمين في تحسين تجربتهم البحثية.
أهمية مكتبة الملك فهد في دعم الباحثين
أولًا: توفير موارد علمية متخصصة وشاملة
تعد مكتبة الملك فهد الوطنية مصدرًا غنيًا للموارد العلمية المتخصصة والشاملة التي تغطي مجموعة واسعة من التخصصات الأكاديمية، وذلك من خلال توفير كتب، مجلات علمية، أطروحات، وتقارير بحثية، تتيح المكتبة للباحثين الوصول إلى معلومات متعمقة تدعم أبحاثهم وتسهم في تطوير المعرفة في مجالاتهم، وهذا التنوع في المصادر يجعل من مكتبة الملك فهد وجهة رئيسية للباحثين الذين يسعون لتعزيز معرفتهم والاطلاع على أحدث الدراسات في مجالاتهم.
ثانيًا: دعم الأبحاث الأكاديمية والدراسات العليا
تؤدي مكتبة الملك فهد دورًا حيويًا في دعم الأبحاث الأكاديمية والدراسات العليا من خلال توفير الموارد اللازمة للباحثين وطلاب الماجستير والدكتوراة، وتسهل المكتبة الوصول إلى الأبحاث السابقة، الأطروحات الجامعية، والمقالات العلمية، مما يساعد الباحثين في بناء أطر نظرية قوية ودعم أبحاثهم بالأدلة العلمية، إضافةً إلى ذلك، تقدم المكتبة خدمات متخصصة مثل: الإعارة بين المكتبات، والاستشارات البحثية، مما يعزز من قدرة الباحثين على إجراء أبحاث متعمقة وذات جودة عالية.
ثالثًا: تعزيز التعاون الأكاديمي بين الباحثين
مكتبة الملك فهد ليست مجرد مركز للموارد، بل تعد أيضًا منصة لتعزيز التعاون الأكاديمي بين الباحثين من خلال توفير فضاءات للبحث والتعلم، ودعم الفعاليات الأكاديمية مثل المؤتمرات والندوات، كما تسهم المكتبة في بناء شبكات تعاون بين الباحثين من مختلف الجامعات والمؤسسات الأكاديمية، وهذا التعاون يعزز من تبادل الأفكار والمعرفة، ويدفع البحث العلمي نحو الابتكار والتطور.
اترك تعليقاً