وتتمحور مناقشة النتائج وتفسيرها في البحث العلمي حول مقارنة نتائج الدراسة الآنية بنتائج الدراسات السابقة، ويكون ذلك مصحوبًا بتوضيح وتفسير وبيان أوجه الاختلاف، وتعليل أوجه الاتفاق بين النتائج، ومن ثَمَّ ربط ذلك كلّه بأهداف البحث العامة. وتأسيسًا على ذلك نناقش الأسئلة الآتية ونجيب عنها لمزيد من البيان:
ما تعريف نتائج البحث العلمي؟
- نتائج البحث العلمي: هي البيانات التي صاغها الباحث في صورة نتائج علمية منطقية بعد أن توصل لها من خلال العديد من الأدوات والأساليب العلمية التي استخدمها خلال مراحل بحثه المختلفة.
- نتائج البحث العلمي: هي مجموعة النتائج التي توصل إليها الباحث من خلال إنجاز البحث، وهي تظهر مدى جهد الباحث في الإجابات عن التساؤلات والفرضيات؛ لإثبات صحتها أو خطأها، وذلك من خلال الوسائل المساعدة التي أعانته على التوصل إلى هذه النتائج.
ما أهمية مناقشة نتائج البحث العلمي وتفسيرها؟
لمناقشة نتائج البحث العلمي أهمية كبرى يمكننا بيانها على النحو الآتي:
- تساعد الباحث من خلال وضع مجموعة من الفرضيات والتساؤلات العلمية، وكذلك كافة أدوات البحث العلمي وحسه العلمي كباحث على التوصل لتحليلات منطقية لما يجمعه من معلومات وبيانات.
- تحتل نتائج الدراسة العلمية المرحلة قبل النهائية في البحث العلمي والخاصة بالإقبال على إنهاء البحث العلمي من قبل الباحث صاحب الدراسة.
- تساهم مرحلة نتائج البحث العلمي ومناقشتها على صياغة توصيات الدراسة العلمية من قبل الباحث لحل مشكلة الدراسة.
- لمناقشة نتائج البحث تأثير فعال في إثبات أهمية وقيمة البحث؛ فنتائج الدراسة المصاغة علميًا مع ذكر كافة الأدلة والبراهين تؤكد صحة كل نتيجة من النتائج المدرجة في الدراسة العلمية.
- عند مناقشة النتائج وتفسيرها، فإن الباحث يحصد نتاج فكره وإبداعه وجهده المبذول خلال مراحل الدراسة، وكلما كانت الصياغة ممتازة والتفسير والمناقشة على قدر من العلمية والمنطقية كلما حققت الدراسة نجاحاً باهراً.
- نتائج الدراسة العلمية هي تعبير واضح وتتويج للجهد المبذول من قبل الباحث في إنجاز دراسته العلمية والخروج بهذه النتائج التي تتسم بالمنطقية والحيادية والدقة.
- تمثل نتائج البحث عند مناقشة النتائج وتفسيرها نقطة مهمة عند مناقشة البحث العلمي، وفي أحيان كثيرة يتم الاطلاع مباشرةً على نتائج الدراسة والتي تحمل خلاصة وأهداف البحث.
- تقود نتائج البحث بعد تفسيرها ومناقشتها من قبل الباحث إلى وضع توصيات الدراسة والتي تمثل نهاية البحث العلمي والخطة التي من خلالها تحل مشكلة البحث.
- تعد نتائج البحث هي الإجراء الذي من خلاله يتم الاطلاع على ما ورد من نتائج في دراسات علمية سابقة تمت في نفس المجال العلمي للدراسة الحالية، ومن خلال هذه النتائج يتمكن الباحث من استكمال نقاط الضعف أو تأكيد النتائج السابقة.
ما طرق صياغة نتائج البحث العلمي؟
تتعدد الطرق التي يناقش من خلالها الباحث النتائج وتفسيرها ومن أهم هذه الطرق وأبرز الأساليب ما يأتي:
1- الاستنتاج:
يبحث الباحث دائمًا عن العلاقة بين متغيرين من متغيرات الدراسة، وهنا يمكنه استخدام أسلوب الاستنتاج للوصول لطبيعة هذه العلاقة، فقد تكون علاقة ذات طابع طردي أي زيادة المتغير الأول بناء على زيادة المتغير الآخر، وكذلك يمكن أن تكون العلاقة بين متغيرين في البحث العلمي علاقة عكسية أي يزيد المتغير الأول كلما قل المتغير الآخر، وقد يرصد الباحث عدم وجود أي علاقة بين المتغيرين أصلًا.
2- تأكيد الاحتمالات:
يشعر الباحث بثقته من خلال التوصل لنتائج متوافقة ومتطابقة مع تكرار التجربة على عينة الدراسة ففي هذه الحالة يتم تعميم التجربة. ويتأكد الباحث من دقة النتائج التي توصل إليها مع انخفاض احتمالية خطأ هذه النتائج بعد أن تكررت نفس النتيجة من خلال عدة تجارب.
3- التأكيد على صحة الفرضيات:
يجمع الباحث البيانات معتمدًا على وسائل علمية وأدوات بحثية دقيقة؛ لمساعدته في الوصول إلى صياغة نهائية لنتائج البحث. ويتجه الباحث في الخطوة التالية إلى اختبار الفرضيات وفحص النتائج التي تم التوصل إليها، على أن يُبيّن ما إذا كانت النتائج مؤكدة لصحة الفرضيات أم مناقضة لها.
كيف تتم مناقشة النتائج وتفسيرها في البحث العلمي؟
تتم مناقشة النتائج وتفسيرها في البحث العلمي وفقًا لما يلي:
- على الباحث أن يقوم بتفسير النتائج التي حصل عليها مع ربطها بنتائج الدراسة.
- يوضح الباحث أهمية البحث العلمي الذي قام به.
- ربط النتائج التي تحصّل عليها الباحث بالهدف الرئيسي للبحث.
- الإشارة إلى الجوانب البحثية التي ما زالت تحتاج إلى إجابة مقنعة.
- استخلاص الأسس العامة المؤيدة للنتائج.
كيف يحصل الباحث على نتائج البحث بتفسيرات سليمة؟
هناك مجموعة من الخطوات التي يقوم بها الباحث علميًا؛ لتمكنه من التوصل إلى نتائج دقيقة قائمة على أسس علمية ومن هذه الخطوات: –
-
تحديد الإشكالية البحثية:
أي تحديد فكرة موضوع الدراسة التي سيتناولها الباحث بالدراسة والتحليل مع إدراك الباحث وفهمه لطبيعة الإشكالية الدراسية، وإيمانه بهذه الفكرة التي اختارها كمشروع بحثي.
-
صياغة عنوان البحث العملي:
على الباحث صياغة عنوان يحمل معاني وفكرة الإشكالية البحثية، أي يعبّر الباحث عن مجمل الدراسة العلمية بعبارة توضيحية دقيقة وسليمة لغويًا.
-
صياغة مقدمة البحث العلمي:
يُصيغ الباحث مقدمة علمية مختصرة دون خلل على أن تكون ملمة بكافة نواحي وجوانب الدراسة، وتُصاغ في قالب علمي مميز يستعرض أهمية الدراسة وأسباب اختيار موضوع الدراسة.
-
تحديد فرضيات وأسئلة البحث:
لا بد في البحث العلمي من مجموعة من الأسئلة المنطقية المطروحة وكذا الفرضيات التي يصيغها الباحث، ويبدأ في محاولة إثبات صحتها أو خطئها من خلال الأساليب العلمية، وأدوات جمع المعلومات بالأدلة والبراهين العلمية.
-
الحصول على نتائج البحث:
هي المرحلة قبل الأخيرة التي يصبح الباحث فيها قادرًا على صياغة نتائج بحثه العملي، وتقديم مناقشة النتائج وتفسيرها في ضوء ما أجراه من خطوات سابقة للدراسة العلمية.
ما أهم الأمور التي يجب مراعاتها عند مناقشة النتائج في البحث العلمي؟
توجد مجموعة من الأمور التي ينبغي على الباحث مراعاتها عند مناقشة وتفسير النتائج في البحث العلمي، وهي كالتالي:
- أن يتجنب الباحث تلخيص النتائج التي تحصل عليها خلال تحليل البيانات والمعلومات والبحث العلمي.
- أن يقوم الباحث بتجنب إعادة كتابة النتائج في الجزء الخاص بالمناقشة.
- ينبغي على الباحث تضييق وتحديد نقطة المناقشة؛ لكي يتم تحقيق الهدف المرجو منها.
- على الباحث أن يقتصر على ما يجب مناقشته فقط، مع مراعاة الإيجاز والوضوح والدقة؛ ليتجنب الحصول على نتائج مغايرة لتلك النتائج.
- لا بد من توضيح العلاقات التي تظهر من واقع النتائج، والحرص على تعزيزها بالأدلة المؤيدة لذلك.
- يجب أن تكون الاستنتاجات في حدود النتائج التي تحصل عليها الباحث مع مراعاة عدم الخلط بين السبب والنتيجة.
- يجب أن تتحلى المناقشة بالموضوعية، والبعد عن الذاتية.
اترك تعليقاً