إن عملية إجراء التحليل الإحصائي للبحوث الطبية يتطلّب اهتمامًا خاصًا؛ لما تختص به هذه البحوث من حساسية ودقة، ويُعرف باسم الإحصاء الحيوي، ويهدف إلى تحليل كافة البيانات والمعلومات التي تتعلق بانتشار مرض ما أو فيروس معين مع بيان مدى تأثيره على العنصر البشري، وكذلك التعرف إلى نسب ومعدلات الإصابة والاستشفاء والوفيات. وهذا يعكس مدى أهمية علم الإحصاء عامةً وعملية التحليل الإحصائي خاصةً في المجال الطبي؛ إذ تعكس دراسة صحة الإنسان ومدى تأثير الأمراض والفيروسات عليه، ويواجه الطلاب عدة صعوبات في إدراك المفاهيم الإحصائية في المجال الطبي، ويشكّل بالنسبة لكثير من الطلاب مجازفة أكاديمية تستدعي دراستها كثير من التعب والمشقة بما ينعكس عليهم بمزيد من التوتر والخوف.
ومن خلال هذا المقال نوضح كيفية إجراء عملية التحليل الإحصائي في البحوث الطبية، وذلك من خلال عرض النقاط الآتية وهي:
ما المقصود بالتحليل الإحصائي في البحوث الطبية؟
- التحليل الإحصائي في البحوث الطبية: وهو العملية التي يقوم الباحث من خلالها بتجهيز البيانات والمعلومات الخاصة بالأمراض أو الفيروسات أو صحة الإنسان عامةً وتحضيرها؛ لكي يقوم بإجراء التحليل عليها، واستخراج معلومات جديدة وذات فائدة قيّمة تفيد البحث العلمي.
- التحليل الإحصائي في البحوث الطبية: هو أحد فروع علم الإحصاء الذي يقدم إحصائيات طبية حول دراسة صحة الإنسان والأمراض.
- التحليل الإحصائي في البحوث الطبية: وهو العلمية التي يقوم الباحث من خلالها بالحديث عن مجتمع ما يتعلق بصحة الإنسان والأمراض، وشرح صفات هذا المجتمع، وتحديد المميزات التي تميز هذا المجتمع عن باقي المجتمعات؛ ولكي يصل الباحث إلى معلومات تميز مجتمع عن باقي المجتمعات عليه أن يأخذ عينة من المجتمع ويجري عليها دراستة وفق أسس منطقية، ويستخرج منها الصفات التي يمكن تعميمها على المجتمع، وبالتالي تحديد صفاته المميزة.
- التحليل الإحصائي في البحوث الطبية: يتم التحليل الإحصائي في البحوث الطبية تطبيقيًا ما بين البحوث المخبرية الطبية الحيوية والتجارب السريرية وصولًا إلى تعزيز الصحة والنظم الوطنية العالمية للرعاية الصحية إلى الطب والعلوم الصحية.
- التحليل الإحصائي في البحوث الطبية: هو دراسة صحة الإنسان والأمراض، ويشمل التحليل الإحصائي كلًا من البحوث المخبرية الطبية الحيوية، والطب السريري، وتعزيز الصحة، والنظم الوطنية والعالمية للرعاية الصحية، والطب والعلوم الصحية ، بما في ذلك الصحة العامة والطب الشرعي وعلم الأوبئة والبحوث السريرية.
ما المقصود بالإحصاء الحيوي؟
- الإحصاء الحيوي: هو علم الإحصاء المُستخدَم في الموضوعات الطبية والحيوية، ويهتم بتصميم الدراسات الإحصائية وتجميع البيانات وتحليلها واستخراج النتائج
- الإحصاء الحيوي: هو أحد فروع علم الإحصاء المختص بالبحوث الطبية، ويقوم بتقديم وتحليل وتفسير كافة البيانات والمعلومات التي تتعلق بالعلوم الطبية التي لها دور أساسي في إعداد التقارير الطبية، وكذلك تقدم وتطور الطب الحديث.
- الإحصاء الحيوي: هو علم يساعد الباحثين في المجال الطبي على استيعاب وفهم كافة المعلومات والبيانات التي قام بجمعها؛ من أجل معرفة مدى تقدم صحة المرضى وتأثير العلاج على تحسين حالة المصابين والوقوف على الأسباب الحقيقية للمشكلات الصحية.
ما هي مصادر بيانات التحليل الإحصائي في البحوث الطبية؟
تتمثل مصادر البيانات الخاصة بعملية التحليل الإحصائي بكم الإحصائيات الحيوية، ويقصد بها مجموعة الحوادث والأحداث التي تصيب الإنسان منذ لحظة ولادته حتى وفاته.
ومن أهم أنواع الإحصاءات في البحوث الطبية:
أولًا: إحصاءات المواليد:
يتم الحصول على البيانات المتعلقة بالمواليد من الهيئات المختصة كالسجل المدني الذي يفرض على المواطنين تسجيل وتبليغ عن كل ولادة جديدة، هذا وهناك فرق بين المولود الحي والمولود الميت.
ثانيًا: إحصاءات الخصوبة:
يقصد بها القدرة الواقعة للمرأة على الإنجاب وتقاس الخصوبة بعدد الأطفال التي تنجبهم الأنثى فترة الإنجاب التي تتراوح بين سن 15 – 45 أو حسب ظروف كل بيئة.
ثالثًا: إحصاءات الوفيات:
توجد عدة عوامل مؤثر في إحصاءات الوفيات منها:
- الحروب إذ تسبب زيادة في إحصاءات الوفيات؛ بسبب القتل وسوء التغذية.
- الجنس حيث أن نسبة وفيات الذكور أعلى منها في الإناث.
- التقدم الصحي والحضاري يقلل من نسبة الوفيات.
رابعًا: الإحصاءات الصحية:
كلما قلت نسب الوفيات كلما كان البلد متقدمًا حضاريًا، وأهم المعدلات التي تدل على مستوى الصحة تلك المعدلات التي لها علاقة بوفيات الأطفال والأمومة.
خامسًا: إحصاءات الأمراض:
من أهم الإحصاءات التي تهم الباحثين في المجال الطبي، وتحليل الوضع الصحي في المجتمع هو موضوع إحصاءات الأمراض
كيف يتم تطبيق التحليل الإحصائي في البحوث الطبية؟
يتم تطبيق التحليل الإحصائي في البحوث الطبية من خلال الآتي:
- يجب أن يكون الباحث على دراية كاملة بعلم الإحصاء وأن يكون لديه القدرة على استعمال الحاسوب لإجراء التحليل الإحصائي لكافة بيانات تجاربه، إضافةً إلى معرفته بالعلوم البيولوجية والكيمياء الحياتية؛ من أجل إعطاء تفسيرات علمية لكافة نتائجه بما يجعله قادرًا على إنتاج بحوث طبية ذات مستوى عالٍ، وقيمة علمية متميزة.
- توجد العديد من البرامج الإحصائية التي يمكن للباحث استعمالها في إجراء التحليلات الإحصائية الحديثة في البحوث الطبية، ولكن معظم الباحثين يعتمدون على أسلوب إحصائي واحد واختبار معين وبرنامج محدد ولا يجيدون استعمال برامج أخرى.
- لا يجب أن تقتصر معرفة الباحث في المجال الطبي على اختبار إحصائي واحد واعتباره مناسبًا لأي دراسة.
- من أهم البرامج المستخدمة في التحليل الإحصائي الطبي أو الإحصاء الحيوي هو برنامج (Graphpad Prism) وهو برنامج تحليل إحصائي يتميز بسهولة الاستخدام ويتضمن مجموعة واسعة من الأدوات الإحصائية والرسوم البيانية، كما أنه يتميز في الرسوم البيانية الخاصة بالبيانات الحيوية والطبية والكيميائية من حيث التنوع والجودة، ويفيد هذا البرنامج من ليس لديهم الخبرة الكافية في استخدام العديد من البرامج الإحصائية الأخرى إذ يعتبر برنامج (Graphpad Prism) بداية جيدة؛ لتطوير إمكانيات الباحث في مجال الإحصاء الحيوي.
ما هي تصنيفات اختبارات التشخيص الطبى؟
تتنوع الاختبارات الإحصائية في عملية التشخيص الطبية ونذكر أهمها كالآتي:
أولًا: تصنيف اختبارات التشخيص الطبية:حيث يتم خلالها تصنيف الاختبارات الطبية التشخيصية إلى أربعة أنواع وهي كالآتي:
- قيم الاختبار: يقصد بها الاختبارات التي يراد منها معرفة قيم مقياس ما لدى المرضى والأصحاء كتركيز السكر في الدم أو نسبة الكوليسترول أو نسبة الدهون الثلاثية وغيرها.
- الاستبدال: يستخدم هذا الاختبار في المقارنة بين اختبارين؛ لغرض تحديد الأفضل، وهنا يتم إجراء مقارنة؛ لمعرفة أي الاختبارين أكثر دقة لاعتماده فب الدراسة.
- تكميلي: هو اختبار إضافي يكمل الاختبار الرئيسي لتشخيص المرض عند وجود أعراض متشابهة بين مجموعة من الأمراض، بهدف نفي وجود مرض ما وليس تأكيد وجوده.
ثانيًا: المقارنة بين اختبارات التشخيص الطبية:
يسعى الطبيب دائمًا إلى التأكد من التشخيص بالاعتماد على نتائج الاختبار عند توفر عدد من الاختبارات؛ للكشف على نفس المرض فإنه من الضروري إجراء مقارنة بين الاختبارات لمعرفة الأفضل، ومن ثم استبعاد الاختبار الآخر أو إمكانية استعمال كلا منهما في حالة تساوي دقتهما.
ثالثًا: تقييم اختبارات التشخيص الطبية:
إذا كان هناك أكثر من اختبار لتشخيص مرض معين، فإن عملية تقييمها يعد أمرًا مهما؛ لغرض تحديد الاختبار الأدق، ومن ثم الكشف عن المرض في وقت مبكر.
هناك عدة طرق؛ لتقييم اختبارات التشخيص إلا أن أكثر الطرق رواجًا هي طريق الخاصية العملياتية للمستقبل، ولا يصح استعمالها إلا في حالة التعبير عن المرض بمتغيرات اسمية مرتبة أو مستمرة؛ وذلك لأن هذه المتغيرات تضم عدة نقاط وباستعمال هذه الطريقة يمكن تحديد أفضل فئة من فئات المتغير ذو الفئات أو تحديد أفضل قيمة من قيم المتغير المستمر.
ما هي أساليب التحليل الإحصائي في البحوث الطبية؟
هناك العديد من أساليب التحليل الإحصائي في البحوث الطبية، نذكر أهمها:
1- التحليل الوصفي: يهدف التحليل الوصفي إلى وصف البيانات والمعلومات وخصائصها الأساسية مثل: المتوسط والانحراف المعياري والترددات والنسب المئوية، ومن ثم عرضها في شكل رسومات؛ لتسهيل فهمها وتحليلها.
2- التحليل الترابطي: يستخدم في الكشف عن العلاقات بين المتغيرات المختلفة، ومدى تأثير بعضها على بعض.
3- التحليل التجريبي: يتم استخدامه؛ لمقارنة الفروق بين مجموعات من المرضى أو المشاركين في الدراسة، ويشمل التحليل الإحصائي للاختلافات القياسية ومقارنة النتائج بين المجموعات.
4- التحليل التنبؤي: يعمل على توقع النتائج المرتقبة من الإجراءات العلاجية أو الوقائية المقترحة، ويشمل التحليل الإحصائي؛ للتنبؤ والمخططات الزمنية.
5- التحليل متعدد المتغيرات: يستخدم لتحليل تأثير عدة عوامل على متغير واحد مثل تحليل الانحدار المتعدد أو تحليل الانحدار التفاضلي.
كيف يمكن تطوير إمكانيات الباحث في مجال الإحصاء الحيوي؟
يتم تطوير إمكانيات الباحث في مجال الإحصاء الحيوي أو التحليل الإحصائي الطبي من خلال اتباع النقاط التالية:
- امتلاك خلفية جيدة عن موضوعات البحث (الطب، الصيدلة،…) تمكن الباحث من فهم طبيعة الظاهرة محل الدراسة وكيفية قياسها.
- يمكن للمحلل الإحصائي اكتساب الحد الأدنى المطلوب لفهم الظاهرة محل الدراسة عن طريق الاطلاع على بعض الأبحاث السابقة.
- العمل على اكتساب المهارات الإحصائية اللازمة؛ لإجراء التحليلات الإحصائية الصحيحة للبيانات الحيوية، وهي تنقسم إلى جزئيين: الإحصاء الوصفي ولا يخلو أي تخصص من دراسته ولو بشكل بسيط، والإحصاء الاستدلالي ويحتاج فيه الباحث إلى التعرض للأساليب الإحصائية الأكثر شيوعا في الإحصاء الحيوي والتي لا يخلو منها أي كتاب للإحصاء الحيوي.
- عدم إغفال التعرف إلى أنواع الدراسات الإحصائية وطبيعتها، وكيفية تصميمها وهو الجزء الذي يهمله أغلب الباحثين في مجال الإحصاء عامةً بفروعه المختلفة.
- العمل على تحليل البيانات الحيوية؛ لأنها عرضة للنسيان في حالة عدم تطبيقها، وسوف يجد الباحث كثير من قواعد البيانات المتوفرة على الإنترنت وفي بعض الكتب بما يمكنه من تطبيق ما تعلم عليها.
- يجب على الباحث الممارسة والاطلاع وسوف يجد أنه بحاجة إلى تطبيق بعض الأساليب الإحصائية المتقدمة بما يستلزم الاطلاع على تلك الأساليب وفهمها ومعرفة كيفية تطبيقها وتفسير نتائجها.
اترك تعليقاً