كيف تتم عملية تصنيف المجلات المحكمة؟ عرفانًا بأهمية النشر العلمي في المجلات المحكمة نستعرض في هذا المقال كيفية تصنيف المجلات المحكمة، فلا شك أن الأبحاث المنشورة عادةً ما تأخذ شهرتها من المكان الذي نُشرت فيه؛ فهي تنسب إليه، إذ إن هذه المجلات لها تصنيفات عالمية تتسق ومعايير النشر العلمي، وتحرص هذه المجلات على حسن اختيار المحكمين الموثوقين؛ لأنهم المنوطون بعملية التحكيم للبحث المرشح للنشر، ومن هذا المطلق نناقش النقاط الآتية:
ما معنى مجلة علمية محكمة؟
المجلة العلمية المحكمة: هي مجلة علمية تشرف عليها لجنة من المحكمين من حملة المؤهلات العليا، وتشرف هذه اللجنة على تحكيم الأبحاث ونشرها وتصويبها ومراجعتها قبل نشرها في المجلة، وتختلف المجلة المحكمة عن المجلات العادية في أنها تضم هيئات تحريرية وهيئات تحكيم، كما أنها تنشر بانتظام حسب كل مجلة، وهذا أحد أهم الأسس للمجلة العلمية المحكمة؛ إذ تُنشر لفترة زمنية طويلة دون انقطاع.
وتتسم مخرجات المجلات العلمية المحكمة بالجودة والدقة والموثوقية؛ فهذه الأبحاث والدارسات تستخدم في تأليف الكتب والمناهج وتنفيذ نتائجها في مختلف نواحي الحياة الاقتصادية والتربوية والصحية، ولا يتم قبولها للنشر إلا بعد أن يتم فحص نسبة الاستلال فيها؛ فالمجلات العلمية المحكمة لا تقبل إلا البحوث الأصلية والحديثة.
ما أنواع المجلات العلمية المحكمة؟
تنقسم المجلات العلمية المحكمة إلى عدة أنواع منها:
- حسب التخصص: مجلات متخصصة في نشر تخصص واحد، وهذه المجلات تكون مخصصة لفئات أو مؤسسات تعليمية محددة، وتتسم بتباعد فترات نشر الأعداد فيها.
- مجلات متعددة التخصصات: وهي تهتم بالنشر في أكثر من تخصص، وتتسم هذه المجلات بسرعة نشر الأعداد فيها.
- مجلات حسب نظام التحكيم: تختلف كل مجلة علمية محكمة عن الأخرى من حيث نظام التحكيم، فهناك ثلاثة أنظمة لتحكيم الأبحاث العلمية:
1- نظام تحكيم معمي مزدوج:
فالمحكمون للبحث لا يعرفون صاحب البحث وكذلك صاحب البحث لا يعرف المحكمين لبحثه، ولا تدرج أسماء المحكمين في تقارير التحكيم، ويعد هذا النظام أكثر صرامة وبعيدًا عن الوساطة والمحسوبية.
2- نظام تحكيم معمي منفرد:
وفيه يطلع المحكم على اسم مؤلف البحث، وقد يولد هذا خلل في تحكيم البحث إذا كان هناك صلة أو مصلحة متبادلة أو منفعة بين المحكم والمؤلف.
3- نظام التحكيم المفتوح:
وفي هذا النوع يطّلع المؤلف على المحكم لبحثه، وكذلك المحكم يطّلع على اسم المؤلف في ملف البحث عند تحكيمه، ونادراً ما توجد مجلات تطبق هذا النوع من تحكيم الأبحاث العلمية.
4- حسب مواعيد النشر:
تختلف كل مجلة علمية محكمة عن الأخرى في مواعيد نشرها، فهناك مجلات تنشر بشكل نصف شهري، وهناك مجلات تنشر شهريًا، وأخرى تُنشر بشكل ربع سنوي أي كل ثلاثة أشهر، أو تنشر بشكل نصف سنوي أو سنوي وهناك من تنشر بفارق سنتين إلى ثلاث سنوات.
ماذا عن تصنيف المجلات العلمية المحكمة؟
توثيق الأبحاث والحفاظ عليها في مكان آمن وحمايتها من السرقة والانتحال، وحماية حقوق هؤلاء الباحثين الفكرية هي الغاية من النشر في المجلات العلمية المحكمة؛ لذلك خرج عديد من المجلات العلمية المحكمة التي تستبق لتقديم أفضل الميزات لهؤلاء الباحثين.
منهم من قدّم خدمات النشر السريع ومنهم من دخل في تصنيفات عالمية، ومن هذه المجلات من عمد للنشر؛ بغية تسهيل المهمة وتوفير الفرصة للباحثين؛ لنشر أبحاثهم ودراساتهم العلمية، ومن ثمَّ كان تصنيف المجلات العلمية المحكمة من الأهمية بمكان بالنسبة لهذه المجلات.
أهمية تصنيف المجلات العلمية المحكمة:
تكمن أهمية تصنيف المجلات العلمية المحكمة في النقاط الآتية:
- حاجة الباحث للنشر في مجلات ذات اعتمادات كبيرة، تُحقق شروط هذا الاعتماد وبالتالي مكانة كبيرة وشهرة للأبحاث المنشورة في هذه المجلة.
- أن تصنيف المجلات العلمية المحكمة ليس مجرد انتقاء أو تعريف بالمجلات بين بعضها، بل إن مكانة ووجود هذه المجلات ضمن زخم النشر العلمي الكبير.
- تصنيف المجلات العلمية المحكمة قد يكون تبعا لوجودها ضمن قواعد بيانات مفهرسة عالمية مشهورة، أو تصنيف من حيث الرقم التسلسلي أو كونها مفتوحة المصدر مثلا، أو قد يكون تصنيف لجودة المجلة حسب معاملات القياس المشهورة.
- تصنيف المجلات العلمية يخضع أيضاً لعدد كبير من المعايير، والمجلة العلمية المصنفة ليست مجرد اسم أو علامة تجارية تكسبها من قبل هذه الاعتمادات، و إنما هي مجموعة من المعايير التي تمتاز بها المجلة والتي دفعت هذا الاعتماد لقبول انضمامها.
- كما أنها تفرض على المجلة مجموعة من الشروط والقواعد، وتؤكد على ضرورة الالتزام منها؛ لذلك لا يعتبر تصنيف المجلات العلمية المحكمة اعتباطي ويجب الأخذ بهذه الشروط بعين الاعتبار.
- من أشهر قواعد البيانات التي يمكن ذكرها عند ذكر تصنيف المجلات العلمية المحكمة هي قاعدة البيانات المفهرسة ISI والتابعة لمعهد العلوم المعرفية الأمريكي هي الأشهر على الإطلاق.
- تصنيف المجلات العلمية المحكمة في قاعدة البيانات الأوربية Scopus لا تقل أهمية وقيمة عن تلك التي في ISI، وقاعدة البيانات هذه توفر مجموعة من المقاييس التي من خلالها يتم تقييم المجلات المتضمنة فيها.
ما نظام النشر المتّبع لدى كل مجلة علمية محكمة؟
يمكن تصنيف المجلات العلمية المحكمة حسب نظام الوصول إلى الأبحاث المنشورة في كل مجلة علمية محكمة على حده، وهناك نوعان من أنظمة النشر هما:
نظام النشر المفتوح:
وهذا النوع من المجلات العلمية المحكمة لا يتطلب رسومًا مقابل تحميل أو قراءة البحث من موقع المجلة. وهي تفرض رسومًا على المؤلفين مقابل نشر أبحاثهم كونها ستكون مفتوحة الوصول بما يعود على المؤلف بالشهرة العلمية وزيادة الفرص الأكاديمية والعلمية.
نظام النشر المغلق:
تطلب المجلة رسومًا مقابل تحميل الأبحاث والدراسات من موقعها لنشرها، ولا تسمح بإعادة نشرها على الإنترنت، فقد يتعرض الناشر للعقوبة والتبعات المالية جراء ذلك، وبعض المجلات التي تطبق نظام النشر المغلق تتيح أبحاثها لفترات زمنية محددة مقابل رسوم محددة، وعادة هذه المجلات لا تتطلب رسوم من المؤلفين الناشرين لأبحاثهم.
ما أهم شروط النشر في المجلات العلمية المحكمة؟
هناك عدة شروط للنشر في المجلات العلمية المحكمة، ويجب الالتزام بها _خاصةً_ إذا كانت هذه المجلة تقع ضمن تصنيف المجلات العلمية المحكمة المعروفة، ومن أهم هذه الشروط ما يأتي:
- أن تكون الدراسة مكتوبة بطريقة أكاديمية على مستوى عالٍ من الإبداع وخالية من الأخطاء النحوية والإملائية مع ضرورة التدقيق اللغوي قبل تقديم البحث للنشر في مجلة مصنفة علميًا.
- أن يكون البحث المقدم من الطالب أو الباحث العلمي ذا إبداع فكري ومبتكر، ويقدم حلولًا واكتشافات جديدة أو يطور اكتشافات سابقة أو يقدم خدمة ما.
- تفرض المجلات العلمية المحكمة على الباحثين كتابة البحث باللغات التي تنشر، وأن تكون الترجمة دقيقة في حال وجود أكثر من لغة.
- تفرض المجلات العلمية المحكمة عددًا محددًا من صفحات البحث لا يجوز تجاوزه.
- كتابة البحث العلمي المقدم للنشر وفق المنهجية العلمية المعروفة مع وذكر الأهداف التي يسعى الباحث؛ للوصول إليها في نهاية الدراسة وكتابة الفرضيات والتساؤلات ومنها الوصول إلى نتائج الدراسة والتوصيات.
- الالتزام بالتنسيقات التي تعرضها المجلة، من حيث الكتابة وحجم ونوع خط …إلخ.
- تحويل البحث لملكية المجلة وتعهد الباحث بعدم نشر البحث أو أي جزء منه في مجله أخرى.
- كتابة ملخص للبحث بلغة أو أكثر حسب متطلبات المجلة، وإرفاق البحث بكلمات مفتاحية بين ثلاث وخمس كلمات .
كيف يتم تقييم المجلات العلمية والباحث العلمي؟
هناك كثير من الطرق والآليات التي يمكن من خلالها أن تتم عملية تقييم المجلة العلمية البحثية، وكذلك تقييم الباحث، ومن أهم وأبرز الطرق التي يتم من خلالها تقييم المجلات العلمية البحثية والأكاديمية ما يأتي:
- معامل التأثير.
- أداة وتقنية 5YIF
- تقنية Eigenfactor
- أداة وتقنية H-index لتقييم الباحث
تعتبر عملية تقييم المجلات العلمية البحثية من أهم العمليات التي يجب على الباحث أن يكون على علم ودراية بها.
ما أهم المعلومات عن قاعدة بيانات ISI؟
في البداية يعتبر رمز ISI اختصار لعبارة (Institute for scientific information) وهي إحدى قواعد البيانات التي كانت في بداية إصدارها تابعة لـ Thomson Reuters ولكن في الوقت الحالي فهي تابعة لـ Clarivate analytics. كما تختص قاعدة بيانات ISI بفهرسة البحوث العلمية، وأكثر ما يميز قاعدة بيانات ISI هو أنها شديدة في قوانينها.
كما أنه يوجد موقع ورابط إلكتروني يضم مختلف قواعد البيانات التي تكون مفهرسة وتخص ISI وهو عبارة عن موقع للبحوث العلمية، ويساعد بصورة كبيرة في عملية التقييم. في حين أن قاعدة بيانات ISI تعد تقريرًا خاصًا بالاقتباس ومواضعه من المجلات، وبالتالي يساعد على توضيح معامل التأثير.
اترك تعليقاً