أنواع العينات في البحث العلمي وكيفية اختيارها

أنواع العينات في البحث العلمي وكيفية اختيارها تعتمد البحوث والدراسات السلوكية على عدد كبير من البيانات التي تم جمعها والمعلومات من أنواع العينات المختلفة في البحث العلمي التي تم الحصول عليها من قِبل الباحث، ولكي تكون نتائج الدراسة قابلة للتعميم يجب أن تكون البيانات والمعلومات التي بُنيت عليها الدراسة واقعية وممثلة لمجتمع الدراسة وأن يتعرف الباحث على كيفية اختيارها؛ ولتحقيق ذلك يتم الاستعانة بوسائل وأدوات للبحث تتمتع بدرجة مقبولة من الصدق والثبات.

ونظراً للدور المهم الذي يلعبه موضوع اختيار العينات وطرق جمع البيانات في البحوث والدراسات لإصدار التعميمات واتخاذ القرارات، سعينا في هذا المقال إلى تناول الحديث عن هذا الموضوع بشكل يساعد الباحث في تحديد وحجم ونوع العينات التي يحتاجها من مجتمع الدراسة، تم تقسيم المقال للنقاط الآتية:

ما المقصود بالعينة؟

1. هي عبارة عن مجموعة من الوحدات المستخرجة من المجتمع الإحصائي، بحيث تكون ممثلة لهذا المجتمع بصدق.
2. وهي عبارة عن مجموعه من الوحدات التي يجب أن تتصف بنفس مواصفات مجتمع الدراسة.
3. والعينة تمثل جزء معين من المجتمع الذي تجرى عليه الدراسة، ويتم اختيارها وفقاً لقواعد خاصة حتى تكون ممثلة للمجتمع تمثيلاً صحيحاً.
4. ويمكن تعريف العينة أيضاً بأنها بعض مفردات المجتمع تؤخذ منه، وتطبق عليها الدراسة للحصول علي معلومات صادقة، بهدف الوصول إلى تقديرات تمثل المجتمع الذي سُحبت منه، فالعينة هي الجزء المـُستخدم للحكم علي الكل.

ماهي أسباب لجوء الباحثين لاستخدام العينات في البحوث العلمية؟

هناك بعض الأسباب التي تدفع الباحثين لاستخدام العينات في بحوثهم العلمية، بدلاً من الاعتماد علي المجتمع بأكمله، ومن هذه الأسباب ما يلي:

1. حاجة الباحثين للوصول إلى نتائج سريعة لاتخاذ قرارات ضرورية بخصوص دراستهم.
2. رغبة الباحثين في الحصول علي نتائج دقيقة وذات ثقة عالية بالاستدلال الإحصائي.
3. في بعض الأحيان قد تخلق عوامل الوقت والمال قيوداً علي الباحثين تمنعهم من مسح كامل المجتمع، وعندئذ يتم اللجوء للعينة.
4. يلجأ الباحثين لاستخدام العينات، اذا كانت الوحدات المدروسة ذات تشتت عالٍ بالنسبة للمتغيرات التي يرغب الباحث في دراستها.
5. من الأفضل للباحث استخدام العينة، اذا كان هناك صعوبة في الدخول إلى كامل المجتمع، علي سبيل المثال: اذا كان المجتمع غير قابل للعد – أو اذا كان مجال البحث واسع جداً.

ما هي أنواع العينات؟

هناك أنواع عديدة للعينات، وهناك عدة عوامل هي المتحكمة بشكل أساسي في تحديد نوع العينة المراد دراستها، ومن هذه العوامل: (طبيعة المشكلة، ومجتمع الدراسة، والتباين بين أفراد المجتمع، والاستخدامات المتوقعة من نتائج الدراسة)

. ويتم تصنيف العينات بناءً علي كيفية اختيارها إلى قسمين رئيسيين هما:

أولاً: العينات الاحتمالية، وتشتمل علي الأنواع الآتية:

1. العينة العشوائية البسيطة.
2. العينة العشوائية المنتظمة.
3. العينة العشوائية الطبقية.
4. العينة العشوائية العنقودية.
5. العينة العشوائية المعيارية.

ثانياً: العينات غير الاحتمالية، وتشتمل علي الأنواع الآتية:

1. العينة العرضية.
2. العينة الهادفة.
3. العينة الحصصية.

وسوف نتحدث عن كل هذه الأنواع بشيء من التفصيل.

أولاً: العينات الاحتمالية.

وهي العينات التي يتم اختيارها بناءً على أساس الاحتمالات، وتشتمل علي الأنواع الأتية:

1- العينة العشوائية البسيطة:

1. هي العينة التي يكون لكل مجموعة جزئية من المجتمع الإحصائي التي أُخذت منه نفس فرصة الاختيار أو الاحتمال أوفي التمثيل .
2. وهى أكثر أنواع العينات شيوعاً.
3. ويتم اللجوء لاستخدام هذا النوع من العينات من قِبل الباحثين عندما يكون المجتمع الإحصائي متجانس.

2- العينة العشوائية الطبقية:

1. يتم اللجوء إلى هذا النوع من العينات من قِبل الباحثين، في حالة اذا كان مجتمع الدراسة غير متجانس.
2. وفي هذه الحالة يتم تقسيم المجتمع إلى طبقات في ضوء أحد متغيرات الدراسة المستقلة أو المعدلة.
3. حيث يُقسم مجتمع الدراسة إلى مجموعات جزئية او طبقات غير متداخلة وشاملة لجميع أفراد المجتمع الأصلي.
4. ويستخدم هذا النوع من العينات، اذا دعت الحاجة إلى جمع بيانات من كل طبقة من طبقات المجتمع، عندئذٍ يُستحسن معاملة كل طبقة علي أنها مجتمع منفصل.

3- العينة العشوائية العنقودية:

1. في هذا النوع من العينات ينقسم المجتمع الإحصائي إلى مجموعات جزئية واضحة نسمى كلاً منها عنقوداً ( مع ملاحظة أن هذه الطبقات لا تكون ذات خصائص مشتركة).
2. مثال توضيحي: كأن ينقسم طلبة المرحلة الثانوية في مدينة ما حسب المدارس المتواجدة في هذه المدينة، وفي هذه الحالة يتم اختيار عينة عشوائية بسيطة من بين تلك العناقيد( والعناقيد هنا تشير إلى المدارس).
3. وهذا النوع من العينات ينطبق عليه ما ينطبق علي العينة الطبقية من إجراءات الاختيار.
4. واختيار العينة العشوائية العنقودية لا يتطلب توفر قائمة بأسماء الأفراد في مجتمع الدراسة، بل يتطلب توفر قائمه بأسماء الطبقات ( العناقيد).

4- العينة العشوائية المنتظمة:

هي بديل آخر من بدائل العينة العنقودية، وتستخدم في حالات عدم توفر قائمة بعناصر المجتمع الإحصائي.

5- العينة العشوائية المعيارية:

1. عند اختيار أي عينة، نتوخى بالطبع أن تكون هذه العينة ممثلة للمجتمع الإحصائي الذي أُخذت منه.
2. العينة التي تمثل المجتمع تمثيلاً صادقاً، هي تلك العينة التي تتفق مقاييسها الإحصائية مع المقاييس الإحصائية للمجتمع الذي تمثله، فيتفقان في الوسط الحسابي والانحراف المعياري وغيرها من المقاييس الإحصائية الأخرى.
3. العينة التي تتصف بهذه الخاصية تسمى بالعينة المعيارية.

ثانياً: العينات غير الاحتمالية.

1. في بعض الأحيان قد يلجأ الباحث لاختيار عينة غير عشوائية من المجتمع الإحصائي خاصةً في الحالات التي يصعب فيها عليه تحديد مجتمع الدراسة ومعرفة أفراده وعددهم.
2. في هذه الحالة يعمد الباحث لاختيار عينة غير عشوائية حسب مواصفات ومعايير يضعها وتفي بالغرض المنشود من الدراسة.
3. علي الرغم من أن العينات المـُختارة بصورة غير عشوائية مفيدة وعملية، إلا أنه يصعب تعميم نتائجها علي جميع أفراد المجتمع الإحصائي.
4. والعينات الغير عشوائية أو الغير احتمالية تكون مفيدة للباحث في الدراسات الاستطلاعية.
5. وتنقسم العينات الغير احتمالية إلى ثلاثة أنواع، وهي:

1- العينة العَرضية (عينة الصدفة):

1. يتم اختيار هذه العينة عن طريق الصدفة، كأن يقوم الباحث بمقابلة عدد من الأفراد ويأخذ رأيهم في موقف أو قضية معية.
2. وهذا النوع من العينات لا يمثل مجتمع الدراسة بشكل دقيق، ولهذا السبب يصعب تعميم نتائجها علي المجتمع كله.
3. وكلما كان حجم العينة كبير، زادت دقة النتائج التي سيحصل عليها الباحث من تلك العينة، وبالتالي تزيد درجة تمثيلها لمجتمع الدراسة الأصلي.

2- العينة الهادفة (القصدية):

1. في هذا النوع من العينات، يقوم الباحث باختيار عدد من الحالات أو الأفراد علي أساس أنهم يحققون غرض أو بعض أغراض الدراسة التي سيقوم بها.
2. وبطبيعة الحال يجب أن يتمتع هؤلاء الأفراد بدرجة قبول من الموضوعية في آرائهم وأقوالهم والثقة فيهم.

3-  العينة الحصصية (عينة الحصص):

1. تتشابه هذه العينة إلى حدٍ كبير مع العينة العشوائية الطبقية من حيث تقسيم المجتمع إلى طبقات، ثم اختيار عدد معين من الأفراد من كل طبقة.
2. تختلف العينة الحصصية عن العينة العشوائية الطبقية، في أن الباحث لا يختار أفراد الطبقة الواحدة اختياراً عشوائياً، بل يختارها إما بالصدفة ودون أن يلزم نفسه بأي شروط، أو يختارها بشكل متعمد ومقصود.
3. العينة الحصصية تتميز بأنها عينة سهلة يتم اختيارها بسرعه وسهولة.
4. يستخدم هذا النوع من العينات في دراسات التعرف علي الرأي العام وفي بعض الدراسات التربوية أو الاجتماعية.

ما هي خطوات اختيار العينات في البحوث العلمية المختلفة؟

هناك أربعة خطوات لاختيار عينة الدراسة، وهى كالآتي:

1. تعريف المجتمع الذى ستجرى عليه الدراسة.
2. تحديد خصائص مجتمع الدراسة.
3. تحديد حجم عينة يكون كافِ لتمثيل خصائص مجتمع الدراسة.
4. اختيار العينة.

ما الأخطاء المصاحبة لاختيار عينة الدراسة؟

هناك نوعان من الأخطاء التي قد يقع فيها الباحث عند اختياره لعينة دراسته، سنذكرها بشكل موجز، وتتمثل هذه الأخطاء فيما يلي:

1. أخطاء المعاينة
2. أخطاء غير المعاينة

أولاً: أخطاء المعاينة:

الخطأ العيني يقصد به الفرق بين قيم المجتمع وقيم العينة المسحوبة منه. ومن الصعب علي الباحث التعرف علي كمية الخطأ في العينة بسبب عدم معرفة مقدار المؤشرات في المجتمع، ولكى يضمن الباحث دقة نتائج دراسته، فعليه أن يحدد مصادر أخطاء المعاينة، وأهم هذه الأخطاء هي:

1. خطأ الصدفة.
2. خطأ التحيز.

ثانياً: أخطاء غير المعاينة:

وهي الأخطاء التي ترافق تقديرات المسح أو البحث، وترتبط هذه الأخطاء بالتحيزات التي تمثل الفرق بين متوسط كل التقديرات الممكنة في العينة، والقيمة الحقيقية لمفردة المجتمع. والتحيز يمثل أساس وقوع الأخطاء غير المعاينة. وتستمل أخطاء غير المعاينة علي أنواع من الأخطاء، وهى:

1. أخطاء عدم الاستجابة.
2. أخطاء الاستجابة.
3. أخطاء التغطية.
4. أخطاء القياس.
5. أخطاء العمليات.

التعليقات