أسباب تؤدي إلى رفض المجلات العلمية لنشر البحوث توجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى رفض المجلات العلمية لنشر البحوث والتي تمثل عائقاً كبيراً لنشر المعرفة، وتسبب حرج شديد لعدد كبير من الباحثين والأساتذة، إذ يعتبر البحث العلمي وسيلة أساسية تسهم في تطوير المعرفة والتقدم في العديد من المجالات المختلفة، ولتعميم المعرفة الناتجة عن تلك البحوث فيستلزم الأمر نشر تلك البحوث بوسائل مختلفة، ومن أشهر هذه الوسائل المجلات العلمية خاصة المجلات العلمية المحكمة والمفهرسة.
ولكن هناك الكثير من المصاعب والمشاكل التي قد يقع فيها كثير من الطلاب والباحثين عند نشرهم لأوراقهم العلمية، قد يرجع سببها بشكل أساسي إلى قلة الدعم والتوجيه وعدم معرفة هؤلاء الباحثين بخبايا النشر العلمي وإجراءاته. وفي هذا المقال نسعى إلى توجيه الباحثين سواء كانوا في مراحلهم الأولي أو في مراحل متقدمة من نشر أوراقهم العلمية في المجلات المحكمة، ولفت أنظارهم لأهم الإرشادات والخطوات القيمة التي يجب اتباعها ومراعاتها لتحقيق هذا الإنجاز الصعب، ألا هو نشر الأوراق العلمية في المجلات العلمية المرموقة.
ما هو النشر العلمي؟
- هو عبارة عن عملية يتم من خلالها نشر الناتج العلمي لعدد كبير من الباحثين وطلاب الدراسات العليا والأساتذة وذلك من أجل تحقيق أهداف متباينة على رأسها نشر وتبادل المعرفة.
- يكمن جوهر النشر العلمي في إنتاج معلومات جديدة وتقييمها، والنشر العلمي يُمكّن الباحثين من تأهيل أنفسهم وتميزهم عن الآخرين.
- تتم عملية النشر العلمي من خلال قنوات مختصة في النشر العلمي، وتتمثل هذه القنوات غالباً في المجلات العلمية.
- يتم الحكم علي ما اذا كانت الأوراق المنشورة أوراق علمية أم لا، من خلال مراجعة نظراء ومحرري المجلات لها، ومن ثم إصدار قراراً بقبولها لنشر هذه الأوراق فيها من عدمه.
ما هي الشروط العامة والمعايير اللازمة لنشر البحوث والأوراق العلمية في المجلات؟
هناك العديد من الشروط والمعايير التي يجب اتباعها عند الحاجة لنشر بحوث وأوراق علمية ذات قيمة وأصالة وتسهم في الارتقاء بقيمة الدوريات والمجلات العلمية المنشورة فيها، وتساعدها علي المنافسة مع الدوريات العالمية المرموقة، ومن هذه المعايير ما يلي:
- كتابة البحث بنفس اللغة التي تنشر بها المجلة.
- الالتزام بذكر المصطلحات العلمية في مجال البحث بدقة.
- يجب ألا يزيد عدد صفحات البحث أو الورقة العلمية عن عدد الصفحات المُحدد من قِبل المجلة المُختارة للنشر فيها.
- عدم إرسال معلومات شخصية أو دلالات خاصة بالباحث، لضمان تحكيم البحث بشكل موضوعي.
- ضرورة اشتمال البحث علي ملخصات باللغتين العربية والإنجليزية، بالإضافة لاحتوائه علي كلمات مفتاحية.
- اختيار مجلة أو دورية علمية متخصصة في نفس المجال العلمي الخاص بالبحث الذي سيتم نشره فيها.
- ضرورة كتابة البحث بأسلوب علمي وأكاديمي، والاهتمام بالتدقيق اللغوي والنحوي قبل تقديم البحث للنشر.
ما هي الأسباب التي تؤدي إلى رفض المجلات العلمية لنشر بعض البحوث والأوراق العلمية؟
هناك أربع مجموعات من الأسباب التي تجعل بعض المجلات العلمية ترفض النشر العلمي فيها، وهذه الأسباب هي:
- الأسباب العامة
- الأسباب العلمية
- الأسباب المتعلقة بعرض الموضوع والأسلوب
- الأسباب المتعلقة بأخلاقيات البحث
أولاً: الأسباب العامة لرفض نشر المجلات العلمية لبعض البحوث والأوراق العلمية.
- عدم أهمية الموضوع العلمي الذي يتناوله البحث، وعدم أصالته.
- موضوع البحث لا يقع ضمن اهتمامات المجلة.
- اشتمال البحث علي بيانات ومعلومات قديمة ومكررة.
- استنتاجات البحث غير مؤكدة ومشكوك فيها ، وبالتالي لا يمن الاعتماد عليها أو الاستفادة منها ومن البحث عموماً.
- تضارب الاهتمامات والمصالح بين كلاً من المجلة، والباحث الذي يرغب في نشر ورقته العلمية في هذه المجلة.
ثانياً: الأسباب العلمية لرفض نشر المجلات العلمية لبعض البحوث والأوراق العلمية.
- احتواء البحث علي فرضيات غير واضحه.
- ضعف تصميم الدراسة الخاصة بالبحث.
- اختيار عينة غير مناسبة لمجتمع الدراسة ولا تمثله بشكل صحيح.
- استخدام البحث العلمي لأساليب إحصائية غير ملائمة، وقد تكون الأساليب الإحصائية المستخدمة ملائمة ولكن تم تطبيقها بطريقة خاطئة.
- وصول البحث لاستنتاجات غير مبررة.
- استخدام البحث لمراجع قديمة ولا تتسم بالحداثة المطلوبة في المجلة.
ثالثاً: الأسباب المتعلقة بعرض الموضوع والأسلوب.
- تنظيم البحث أو الورقة العلمية بطريقة غير جيدة.
- استخدام أسلوب غير علمي في كتابة البحث.
- احتواء الورقة العلمية علي أخطاء ناتجه عن عدم المبالاة والإهمال من قِبل الكاتب أو الباحث.
- استخدام الباحث لجداول غير ممثلة لبيانات دراسته.
- احتواء البحث علي أشكال لا حاجة لها.
- الاقتباس السيء، وعدم دقة التوثيق.
رابعاً: الأسباب المتعلقة بأخلاقيات البحث.
- تقدم الباحث بنشر بحثه في أكثر من مجلة، وبأكثر من لغة في نفس الوقت.
- احتواء البحث علي أسماء مؤلفين لم يشاركوا في البحث.
- عدم كتابة أسماء كل المؤلفين الذين شاركوا في البحث بصورة فعلية.
- الانتحال المباشر في كتابة معلومات البحث.
- التزوير والتلفيق.
كيفية التعامل مع رفض نشر الأبحاث العلمية؟
قبل التعرف علي كيفية التعامل مع رفض احدى المجلات لنشر ورقتك العلمية، لابد أن تعرف أن هناك مجلات ترفض أبحاثاً دون أن يتم مراجعتها من قِبل النظراء والمحررين في تلك المجلة، وقد أظهرت الدراسات أن هناك حوالى 21% من الأوراق العلمية يتم رفض نشرها بدون مراجعة، وفي الغالب يكون السبب وراء ذلك الرفض هو عدم ملائمة ورقتك العلمية لأهداف المجلة وخروجها عن النطاق الذى تحدده المجلة. وسوف نخبرك في هذا الفقرة كيفية التعامل مع المجلة عند رفض نشر بحثك العلمي في كل حالة من الحالتين السابقتين.
بالنسبة للحالة الأولي: كيفية التعامل مع رفض نشر الأوراق العلمية دون مراجعتها من قِبل محرري المجلة؟
في هذه الحالة يجب علي الكاتب أن يبحث عن مجلة أخري تكون ملائمة لموضوع بحثه وضمن نطاقها. وهناك العديد من النصائح التي تساعد الباحث في اختيار المجلة المناسبة لبحثه ، يمكن الاستعانة بها اذا تطلب الأمر.
بالنسبة للحالة الثانية: كيفية التعامل مع رفض نشر الأوراق العلمية بعد أن يتم مراجعتها من قِبل محرري المجلة؟
اذا تم رفض الورقة العلمية الخاصة بالباحث بعد مراجعتها، فيجب علي الباحث أن يكون لديه خطة جيدة لأجراء التحسينات المحتملة والمطلوبة لورقته العلمية. وهناك بعض الاقتراحات التي يمكن أخذها في الاعتبار عند إجراء التحسينات علي الورقة العلمية المرفوضة، ومن هذه الاقتراحات ما يلي:
- إجراء التغييرات والتعديلات الموصي بها ، وإعادة إرسال البحث لنفس المجلة مرة أخرى، ولكن في حالة رفض البحث بشكل مباشر ولم يرغب محرر المجلة في إعادة النظر في البحث، فعلي الباحث احترام هذا القرار وتقديم بحثه في مجلة أخري.
- الاهتمام بالتوصيات الذي يتلقاها الباحث في المرة الأولي لتقديمه بحثه للنشر، ووضع هذه التوصيات في الاعتبار قبل إرسال البحث أو الورقة العلمية إلى مجلة مختلفة.
- من المحتمل أن يتم تقييم البحث العلمي من قِبل نفس المراجعين في المجلة الجديدة، (خاصة اذا كان الباحث يعمل في مجال متخصص)، فيجب علي الباحث أن يدرك أنه من غير المرجح أن تتغير توصياتهم إذا لم يتم معالجة أياً منها بعد المرة الأولى.
- في حالة عدم قدرة الباحث على إجراء التعديلات والتوصيات التي تلقاها من محرري المجلات، واذا وجد صعوبة في الأمر، فعليه ألا ييأس فربما تكون البيانات التي جمعها مفيدة لشخص آخر، وقد تكون ورقته البحثية تساعد باحث آخر علي تجنب توليد نتائج سلبية مماثلة.
- يمكن الاستعانة بالمواقع الإلكترونية المتاحة لنشر الأوراق العلمية فيها، والتي تسمح للآخرين الاستشهاد بمنشوراتها.
- استئناف قرار الرفض، اذا شعر الباحث أن قرار رفض المجلة لنشر ورقته العلمية كان قرار غير عادل، فبصفته مؤلف فيكون لديه الحق في الاستئناف، فمعظم المجلات لديها سياسة موصوفة علناً لاستئناف القرارات التحريرية.
بن بوراس، محمد.(2023). رحلة النشر العلمي دليل الباحثين للنشر في المجلات المرموقة. بياض للنشر والتوزيع.
خليفي، حفيظة.(2021). معايير تقييم النشر العلمي في المجلات العلمية المحكمة. مجلة التمكين الاجتماعي. 3(3).
زكى، قاسم.(2015). النشر العلمي. منظمة المجتمع العربي
اترك تعليقاً