ما المقصود بالصدق والثبات في البحث العلمي يعد الصدق والثبات في البحث العلمي من المعايير الهامة للعملية الإحصائية في الرسائل والأطروحات الجامعية والبحوث العلمية، حيث تعتمد نتائج مرحلة تحليل وتفسير معلومات ومعطيات البحث العلمي على الأداة المستخدمة في المرحلة الأولي ( وهي مرحلة جمع بيانات ومعلومات البحث ومعطياته)، فكلما كانت هذه الأداة دقيقة، كلما كانت نتائج البحث أو الدراسة ذات مصداقية عالية ويمكن الاستفادة منها والاعتماد عليها في اتخاذ القرارات وحل المشكلات.
فنجد أن كثير من الباحثين يقعون في أخطاء منهجية عند التحقق من الصدق والثبات في البحث العلمي، وذلك لعدة أسباب منها استخدامهم أدوات قياس غير دقيقة، أو إجراء الدارسة علي عينة غير مناسبه وغيرها من الأسباب. وفي هذا المقال سوف نلقي الضوء عل النقاط الآتية:
ما المقصود بكلاً من الصدق والثبات في البحث العلمي؟:
سوف نتعرف على ما المقصود بالصدق والثبات في البحث العلمي من خلال التعريفات الآتية:
أولاً: ما المقصود بالصدق في البحث العلمي؟:
- الصدق يقصد به مدى صدق أدوات جمع البيانات والمعلومات والمعطيات اللازمة لأجراء بحث أو دراسة معينة.
- ويعرف الصدق بأنه عملية تقييم شاملة يتم من خلالها توفير الدليل المادي والمبرر المنطقي اللازم لإثبات مدى ملائمة وكفاية أي معلومة أو أي بيان يتم الحصول عليه من أي أداة من الأدوات المختصة بجمع المعلومات، كالملاحظة والمقابلة والاستبيان والاختبارات وغيرها.
- والأداة الصادقة في البحث العلمي يقصد بها الأداة التي تم التحقق من صدقها وصدق المعلومات المتحصلة منها والاعتماد عليها في إجراء الدراسة.
ثانياً: ما المقصود بالثبات في البحث العلمي؟:
- يقصد بالثبات أنه عبارة عن عملية توضح ما اذا كانت أدوات القياس(أي أدوات جمع البيانات والمعلومات) المستخدمة في الدراسة خالية من الخطأ العشوائي أم لا، مع العلم أن الثبات يتحقق من خلو الخطأ العشوائي بصورة نسبية وليس بصورة مطلقة.
- ويعبر الثبات عن مدى قدرة الأداة علي قياس الدرجة الحقيقية بأقل قدر ممكن من الخطـأ العشوائي.
- والأداة الثابتة في البحث العلمي يقصد بها الأداة التي تتميز بالاتساق الداخلي لها أي اتساق درجاتها في قياس ما يجب قياسه من بيانات ومعلومات ومعطيات متعلقة بموضوع الدراسة.
ما المقصود بأدوات جمع المعطيات؟
- هي عبارة عن أدوات القياس المستخدمة من قِبل الباحث بغرض جمع البيانات والمعلومات الكمية أو الكيفية المتعلقة بموضوع بحثه أو دراسته.
- ومن أمثلة هذه الأدوات: الملاحظة، والمقابلة، والاختبارات، والاستبيانات.
ما هي طرق قياس الصدق في البحث العلمي؟
يتوقف قياس الصدق في البحوث العلمية علي عاملين مهمين وهما: الغرض من القياس، والفئة أو الجماعة التي سيطبق عليها المقياس. وهناك عِدة طرق لقياس الصدق، لكل طريقة معاييرها ومؤشراتها التي تعتمد عليها في قياس مدى صدق أدوات جمع المعطيات. وكلما كان المقياس الناتج عن أي طريقة منهم يحمل ويستوفي أكثر من مؤشر للصدق، زادت الثقة به في قياس ما أُعِد لقياسه. ومن الطرق الخاصة بقياس الصدق في البحوث والدراسات العلمية ما يلي:
- قياس صدق المحتوى
- قياس الصدق المرتبط بمحك
- قياس صدق التكوين الفرضي
أولاً: قياس صدق المحتوى:
- ويقصد بصدق المحتوى مدى تمثيل عناصر أداة القياس المستخدمة وملاءمتها للمحتوى الذي تقيسه.
- وصدق المحتوي يعتبر من أكثر المؤشرات التي تتعرض لأخطاء في التقدير ، وذلك لأن هذا المؤشر يعتمد بشكل كبير علي المحكمين في تقديرهم له وحكمهم عليه .
ثانياً: قياس الصدق المرتبط بمحك:
- يقصد به الصدق التجريبي أو الإحصائي أو المعياري.
- ويشير هذا القياس إلي مدي كفاءة أدوات القياس في التنبؤ بأداء الفرد في أنشطة محددة.
- أما المحك فهو عبارة عن اختبار مستقل خارجي أو ميزان لتحديد مدي صلاحية الأداة المستخدمة.
ثالثاً: قياس صدق التكوين الفرضي:
- التكوين الفرضي مقصود به المفهوم أو البناء النظري، وقياسه هو عبارة عن قياس درجة صدق التكوين أو البناء الخاص بسمة معينة أو بناء نظري معين أو مفهوم معين دون غيره.
- يتم الاعتماد علي التحقق التجريبي للتأكد من مدى المطابقة بين درجة قياس المفاهيم والمصطلحات التي تم الحصول عليها باستخدام مؤشرات صدق التكوين الافتراضي، وبين المفاهيم والافتراضات التي اعتمد عليها الباحث في بناء دراسته.
- في حالة تطابق نتائج هذا القياس مع الافتراضات النظرية للبحث، يمكن القول بأن هذا المقياس صادق في بناءه(أي مقياس صدق التكوين الفرضي).
- لكن في حالة عدم تطابق النتائج التجريبية للقياس مع الافتراضات النظرية فهذا يعنى أن المقياس غير صادق، وأن الافتراضات ليست صحيحة ويجب إعادة النظر فيها.
ما هي الطرق المستخدمة في تقدير الثبات؟
قد ذكرنا سابقاً أن ثبات أدوات القياس يعنى خلوها نسبياً من الأخطاء العشوائية.. وهناك العديد من الطرق والأساليب المستخدمة في قياس درجة الثبات وتقدير معامل ثبات أدوات القياس( أي أدوات جمع البيانات الكمية أو الكيفية، كما ذكرنا سابقاً).
وتختلف طرق تقدير الثبات تبعاً لاختلاف مصدر الخطأ العشوائي. وهذه الطرق هي:
- طريقة إعادة الاختبار.
- طريقة الصور المتكافئة (معامل التكافؤ).
- طريقة معامل الاستقرار والتكافؤ.
- طريقة معامل الاتساق الداخلي.
أولاً: طريقة إعادة الاختبار:
- هي أولي الطرق المستخدمة في تقدير الثبات في البحوث العلمية.
- وتعتمد هذه الطريقة في قياسها علي معامل ارتباط بيرسون.
- وتستخدم هذه الطريقة أداة ما (من أدوات جمع المعطيات) وتطبقها علي فئة معينة من الأفراد مرتين متتاليتين تحت نفس الظروف، ولكن على فترات زمنية مختلفة ومناسبة.
- وبعد ذلك يتم حساب معامل ارتباط بيرسون بين درجات الأفراد الذين تم فحصهم في المرتين المختلفتين للحصول علي معامل ثبات أداة القياس، والتحقق من مدى استقرار هذه الأداة وثباتها عبر الزمن.
ثانياً: طريقة الصور المتكافئة (معامل التكافؤ):
- تقوم هذه الطريقة بإعداد صورتين متكافئتين لأداة القياس المستخدمة في جمع بيانات ومعطيات الدراسة.
- ثم تقوم بتطبيق هاتين الأداتين علي فئة معينة من الأفراد، أما في نفس الوقت أو تترك مسافة زمنية قصيرة بين تطبيق كل أداة علي نفس المفحوصين.
- ثم بعد ذلك يتم حساب معامل ارتباط بيرسون بين درجات المفحوصين في كل مرة من المرتين اللتان تم فيهما التطبيق علي المفحوصين بأداتين متكافئتين.
- ويسمى معامل الثبات المحسوب بطريقة الصور المتكافئة اسم “معامل التكافؤ”.
- والتكافؤ يعنى هنا أن تكون الصورتين متساويتين من الناحية الإحصائية، وذلك من خلال تساوى المتوسطات والانحرافات المعيارية للصورتين معاً.
- ومن الانتقادات الموجهة لهذه الطريقة، صعوبة إعداد صورتين متكافئتين تماماً، كما أن ذلك يتطلب تكلفة وجهد أعلي.
ثالثاً: طريقة معامل الاستقرار والتكافؤ:
- هذه الطريقة تجمع بين الطريقتين السابقتين، ( طريقة إعادة الاختبار ، وطرية الصور المتكافئة).
- وفي هذه الطريقة يتم البدء بتطبيق احدى الطريقتين السابقتين علي فئة معينة من الأفراد، وبعد فترة زمنية طويلة نسبياً يتم تطبيق الطريقة الأخرى على نفس الأفراد.
- وبعد ذلك نحصل علي معامل ثبات جديد، تعبر قيمته علي كلا من مدى استقرار أداة القياس وتكافؤها.
- ومن عيوب هذه الطريقة أن معامل الثبات المقدر لديها يكون ذات قيمة منخفضة، مقارنة بقيمه معامل الثبات الخاص بالطريقتين السابقتين، ويرجع ذلك العيب إلى أن طريقة معامل الاستقرار والتكافؤ تجمع بين طريقتين مختلفتين للقياس.
- بالتالي فهي تجمع بين مصادر الأخطاء العشوائية في تلك الطريقتين، وهذا ا يجعل معامل الثبات لديها ذات قيمة أقل وتكون قيمته بمثابة حد أدنى لتقدير معامل ثبات الطريقتين السابقتين (أي طريقة إعادة الاختبار وطريقة الصور المتكافئة).
رابعاً: طريقة معامل الاتساق الداخلي:
- وتختلف هذه الطريقة عن الثلاث طرق السابقة عليها، ويبرز جوهر الاختلاف في أن الطرق السابقة كانت تقوم بتطبيق أداة القياس علي فئة من الأفراد مرتين متتاليتين بفواصل زمنية متباينة، وقد تستخدم نفس الأداة في المرتين أو تستخدم صيغ متكافئة منها.
- ولكن من عيوب الطرق الثلاثة السابقة انه كان من الصعب تطبيق الأداة مرتين متتاليتين علي نفس الأفراد لقياس مدى ثبات هذه الأداة، ولذلك برزت طريقه جديدة لمعالجة هذه المشكلة ، وهذه الطريقة هي طريقة معامل الاتساق الداخلي.
- وتقوم طريقة معامل الاتساق الداخلي بتقدير معامل الثبات باستخدام أداة واحدة فقط وتطبيقها مرة واحدة فقط.
عبد الرحمن، بن صافي. (2017). دراسة تقييمية لطرق تقدير صدق وثبات أدوات جمع المعطيات في أطروحات دكتوراة علم النفس وعلوم التربية بجامعة الجزائر2. جامعة عبد الحميد بن باديس.
بشتة، حنان. (2020). الصدق والثبات في البحوث الاجتماعية. مجلة دراسات في علوم الانسان والمجتمع-جامعة جيجل. المجلد03. العدد02 .
اترك تعليقاً