أكثر 10 أخطاء شيوعا في التحليل الإحصائي إن للتحليل الإحصائي للبيانات أهمية كبيرة في الدراسات والبحوث والرسائل العلمية بمختلف مجالاتها، وعلي الرغم من ذلك ففي بعض الأحيان قد يقع الباحث في بعض المشكلات والأخطاء الناتجة عن تحليل البيانات إحصائيا، وقد يقع الباحث في تلك الأخطاء عن قصد ولكن في أغلب الأحيان يقع فيها بدون قصد.
وقد تحدث أخطاء التحليل الإحصائي للبيانات نتيجة لعدم التخصص في الإحصاء لدى بعض الباحثين، وبالتالي عدم قدرتهم علي الإلمام ببعض الجوانب العلمية الإحصائية الدقيقة.
وفي هذا المقال نحاول التعرف علي أشهر الأخطاء التي قد يقع فيها الباحث عن تحليل بيانات دراسته تحليلا إحصائيا. وقد قمنا بتقسيم المقال للنقاط الأتية:
ما المقصود بالتحليل الإحصائي للبيانات في البحث العلمي؟
- التحليل الإحصائي هو أداة تستخدم في تحليل البيانات من خلال استخلاص استنتاجات ذات معني من البيانات الأولية وغير المنظمة.
- التحليل الإحصائي يعرف بأنه مجموعه من الأساليب المستخدمة لمعالجة كميات كبيرة من البيانات والإبلاغ عن الاتجاهات العامة ،فبعد أن يتم جمع البيانات يقوم بتحليلها بهدف تحديد أكثر الأنماط والاتجاهات شيوعا بغرض تحويلها لمعلومات مفيدة.
- التحليل الإحصائي يساعد في إزالة التحيز من تقييم البيانات عن طريق استخدام التحليل العددي.
- يسهم التحليل الإحصائي في استخلاص معلومات ذات معنى ونتائج تسهل علي الشركات عملية اتخاذ القرارات، وتساعدهم في إجراء تنبؤات مستقبلية علي أساس الاتجاهات السابقة.
ما هي أهمية التحليل الإحصائي؟
- يساعد التحليل الإحصائي في تلخيص كميات هائلة من البيانات .
- يساعد في التخطيط القوى والفعال في أي موضوع من مواضيع الدراسة.
- يساعد التحليل الإحصائي في إنشاء تعميمات واسعه النطاق، ويساعد في التنبؤ بما سيحدث مستقبلا في ظل ظروف معينة.
- تعد الأساليب الإحصائية أدوات فعالة لتفسير البيانات الرقمية، في كل مجال من مجالات الدراسة.
- يساعد علي تحسين كفاءة العمليات المختلفة، كما يساعد علي اتخاذ قرارات صحيحة ومستنيرة.
- يعد التحليل الإحصائي عالي الجودة في البحث أمرا حيويا لتوضيح أهمية البحث ومساعدة الباحثين المستقبليين في البناء علي هذا العمل البحثي( أي العمل البحثي المدعوم بتحليل إحصائي لبياناته).
- يعد التحليل الإحصائي أداة لا غني عنها لقياس سلوك السوق، والكشف عن الاتجاهات الهامة، واتخاذ قرارات التداول والاستثمار القائمة علي البيانات.
- تسمح القياسات الإحصائية للمحللين بتجاوز الملاحظة القصصية وتحديد أنماط الاتجاه وتقلبات الأسواق بدقة.
- يسهم التحليل الإحصائي في التنبؤ بسوق الأوراق المالية، فهو يسمح للمحللين باجراء تنبؤات اعتمادا علي بيانات تاريخية توضح الاتجاه الذي يتجه اليه السوق.
- يساعد التطبيق الإحصائي المناسب علي ازالة التحيزات البشرية والعواطف والمفاهيم الخاطئة.
- يوفر التحليل الإحصائي نظرة ثاقبة للأنماط والاتجاهات والعلاقات والاختلافات الموجودة في عينات البيانات.
هل هناك أنواع للتحليل الإحصائي؟
يوجد أنواع مختلفة للتحليل الإحصائي، ومن هذه الأنواع ما يلي:
- التحليل الوصفي
- التحليل الاستدلالي
- التحليل التنبؤي
- التحليل التوجيهي
- التحليل السببي
أولاً: التحليل الوصفي:
يتضمن هذا النوع جمع البيانات وتفسيرها وتحليلها وتلخيصها لتقديمها في شكل رسوم بيانية وجداول، فالتحليل الوصفي يجعل البيانات المعقدة سهلة القراءة والفهم.
ثانياً: التحليل الاستدلالي:
يركز هذا النوع علي استخلاص استنتاجات ذات معني علي أساس البيانات التي تم تحليلها، ويدرس العلاقات بين المتغيرات المختلفة.
ثالثاً: التحليل التنبؤي:
يقوم هذا النوع بتحليل البيانات لاستخلاص الاتجاهات السابقة والتنبؤ بالأحداث المستقبلية علي أساسها، كما أنه يستخدم خوارزميات التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي عند تحليله للبيانات تحليلا إحصائيا.
رابعاً: التحليل التوجيهي:
يقوم هذا النوع بتحليل البيانات ووصف أفضل مسار للعمل بناء علي النتائج، وهو نوع من التحليل الإحصائي الذي يسهم في اتخاذ قرارات مستنيرة.
خامساً: التحليل السببي:
يركز هذا النوع علي تحديد علاقة السبب والنتيجة بين المتغيرات المختلفة ضمن البيانات الأولية؛ بمعني آخر أن التحليل السببي يقوم بتحديد سبب حدوث شيء ما وتأثيره علي المتغيرات الأخرى.
ما هي الأخطاء الأكثر شيوعا في التحليل الإحصائي؟
هناك العديد من الأخطاء والمشكلات التي قد تواجه الباحث عن قيام بإجراء تحليلا إحصائيا لبياناته، ومن أكثر هذه الأخطاء شيوعا ما يلي:
- خطأ صياغة نتائج التحليل الإحصائي بصورة رقمية.
- خطأ إثبات مصداقية التحليل الإحصائي.
- خطأ الحصر الشامل.
- خطأ دراسة العينة أو تحديد حجم العينة.
- مشكلات الاستبانة والتعامل مع مقياس واحد فقط.
- مشكلة عدم الالتزام بمعيار الصدق.
- خطأ عدم اختيار المقياس الإحصائي المناسب.
- خطأ ترتيب المعلومات وفق فئات.
- عدم وجود خطة للتحليل أو عدم وجود سؤال بحثي للتحقيق فيه.
- عدم القيام بالتحليل الإحصائي المناسب قبل استخدام الاختبارات الإحصائية.
أولاً: خطأ صياغة نتائج التحليل الإحصائي بصورة رقمية:
- عند القيام بتحليل البيانات إحصائيا نقوم بإجراء بعض العمليات الرياضية والإجراءات الإحصائية على هذه البيانات للحصول علي أرقام ومعدلات ونسب مئوية وأنواع أخري من الأرقام.
- ربما نصيغ هذه الأرقام في شكل جداول ورسوم بيانية، فمن الخطأ صياغة هذه الأرقام كما هي دون تحديد وصف توضيحي لها؛ بل يجب علي الباحث أن يقدم شرح مبسط لنتائج تحليله الإحصائي لكي يفهمها القارئ.
ثانياً: مشكلة إثبات مصداقية التحليل الإحصائي.
- فمن الضروري أن يتأكد الباحث أن البيانات التي جمعها كثيرة وكافية لتحليله الإحصائي لكى تكون نتائجه دقيقه وخالية من أي تحيز أو انطباعات.
- كما يجب أن يجمع الباحث بياناته من مصادر مختلفة ويوفر أنواع مختلفة لبياناته تجنبا للوقوع في خطأ التحيز.
ثالثاً: مشكلة الحصر الشامل واختيار أسلوب التحليل الصحيح:
- أن أول خطأ قد يقع فيه الباحث هو استخدامه لأسلوب التحليل الاستدلالي في حالة استخدامه لطريقة المسح الشامل بدلا من أسلوب العينة.
- وقد سبق أن ذكرنا أنواع التحليل الإحصائي، والتي كان من ضمنها ” التحليل الاستدلالي” فهذا النوع لا يتماشى مع طريقة المسح الشامل.
- عند قيام الباحث بإجراء دراسته علي المجتمع بشكل كامل دون استثناء أي فرد من أفراده فان استخدامه للاستدلال في هذه الحالة لن يفيده، وذلك لأن الاستدلال يتناسب مع أسلوب العينة وليس مع أسلوب الحصر الشامل.
- ولتجنب الوقوع في هذا الخطأ، يجب علي الباحث استخدام “التحليل الوصفي” عند إجراء بحثه علي المجتمع ككل.
رابعاً: مشكلة دراسة العينة أو تحديد حجم العينة.
- قبل أن يقوم الباحث بتحليل عينة دراسته تحليلا إحصائيا (باستخدام أسلوب تحليل إحصائي معين) فعليه أولا أن يحدد حجم العينة التي سيجرى عليها دراسته وتحليله.
- وهنا يواجه الباحث مشكلة، وهي ما هو الأساس الذي يعتمد عليه في تحديد حجم العينة التي سيقوم بدراستها؟
- ولتجنب الوقوع في هذه المشكلة فيجب علي الباحث استخدام الأسلوب العلمي والمعادلات الإحصائية والتي عن طريقها يحدد الحجم المناسب لعينة الدراسة.
خامساً: مشكلات الاستبانة والتعامل مع مقياس واحد فقط:
- فمن ضمن الأخطاء التي قد يقع فيها الباحث استخدامه لمقياس واحد فقط خلال كافة مراحل الاستبيان، وعدم المرونة في تغيير الاستبيان اذا تطلب الأمر ذلك في أي مرحلة من مراحل الدراسة.
- ونظرا لأهمية الاستبانة كأداة مهمه من أدوات البحث، فيجب علي الباحث أن يمتلك الخبرة الكافية في التعامل معها.
سادساً: مشكلة عدم الالتزام بمعيار الصدق:
يقع عدد كبير من الباحثين في هذا الخطأ، فحسب مقياس الفاكرونباج يجب ألا يقل معيار الصدق 70% .
سابعاً: مشكلة عدم اختيار المقياس الإحصائي المناسب:
- من أكبر المشاكل التي تواجه الباحث عند تحليله لبيانات دراسته تحليلا إحصائيا هي عدم اختياره المقياس الإحصائي المناسب لتحليله.
- لذلك يجب علي الباحث أن يكون ملماً بكافة هذه الأساليب وأهميتها، ويكون علي دراية باستخدام كل جزء من أجزائها.
ثامناً: مشكلة ترتيب المعلومات وفق فئات:
- يعرض الباحث معلوماته ولكن في بعض الأحيان قد تكون طريقة عرضه غير يسيره وغير واضحه بالنسبة للقارئ.
- ولتجنب هذه المشكلة، فمن الأفضل للباحث أن يعرض معلوماته علي هيئة مجموعه من الصور والكلمات البسيطة التي قد تساعده في عرض معلوماته بشكل أفضل وأسهل، فالصورة أصدق تعبيرا عن الكلام.
تاسعاً: عدم وجود خطة للتحليل أو عدم وجود سؤال بحثي للتحقيق فيه:
- لا يجوز للباحث أن يبدأ بالتحليل الإحصائي لبياناته دون أن يخطط مسبقاً.
- الوقوف على ما هو أسلوب التحليل الإحصائي الذي سيتبعه هل سيتبع أسلوب الحصر الشامل أم أسلوب العينة.
- وبناءً علي ذلك يحدد نوع التحليل الإحصائي الذي سيتناسب مع أسلوب دراسته، هل سيكون تحليلاً وصفياً أم استدلالياً أم نوع أخر؛ وهكذا في كل خطوات تحليله.
عاشراً: عدم القيام بالتحليل الإحصائي المناسب قبل استخدام الاختبارات الإحصائية:
فيجب علي الباحث في البداية أن يجمع بياناته ويقوم بتفسيرها وتلخيصها وتحليلها في صورة نظرية وصفية أولاً قبل أن يجري الاختبارات الإحصائية عليها.
علوان، سبأ، " تحديد التحليل الإحصائي المناسب"، جامعة الملك سعود، قسم الاحصاء وبحوث العمليات.
Samuels, Peter, 2016, “Common Errors Statistics”, Birmingham City University.
اترك تعليقاً