يمثّل الإطار النظري عنصرًا أساسيًا في البحث العلمي؛ إذ يساعد الباحث على تحديد وتوجيه الدراسة وفهم الظواهر المراد دراستها، كما يهدف لتوضيح النظريات والمفاهيم المرتبطة بموضوع البحث، وتحديد العلاقات بينها، وبذلك يساعد الباحث على تحليل البيانات وتفسير النتائج بمنطقية ومنهجية، وهنا سنتعرف على مفهوم الإطار النظري وأهميته في البحث العلمي، إضافةً إلى عناصره وكيفية بنائه واستخدامه في الدراسات العلمية.
تعريف الإطار النظري
الإطار النظري في البحث العلمي يعني المفاهيم والنظريات التي تستخدم؛ لتوجيه الدراسة وتفسير النتائج، كما يعد الإطار النظري جزءًا أساسيًا من البحث العلمي، حيث يساعد الباحث في تحديد المتغيرات المهمة وعلاقاتها وتوجيه الدراسة نحو هدف محدد، كما يتكون الإطار النظري من مجموعة من النظريات والمفاهيم التي تم اختيارها بناءً على الأدلة السابقة والدراسات السابقة في المجال المرتبط بالبحث، وكذلك يهدف الإطار النظري إلى توضيح العلاقات بين المتغيرات وتوجيه البحث نحو فهم أفضل للمشكلة المدروسة.
أهمية الإطار النظري في البحث العلمي
تكمن أهمية الإطار النظري في البحث العلمي في العناصر الآتية:
- توفير الأساس اللازم للدراسة وتحليل الظواهر والمشكلات المختلفة.
- يساعد الإطار النظري الباحث على فهم الظاهرة المدروسة وتحليلها بعمق ودقة.
- يوفر الإطار النظري للباحث الأدوات والمفاهيم اللازمة؛ لتفسير النتائج وتوجيه البحث في الاتجاه الصحيح.
- يساعد الإطار النظري في تحديد العلاقات بين المتغيرات المختلفة وفهم تأثيرها على بعضها بعضًا.
- يساهم الإطار النظري في توجيه الباحث في اختيار المنهج المناسب وتصميم الأدوات البحثية المناسبة لجمع البيانات.
- يساعد الإطار النظري في توجيه الباحث في تحليل البيانات واستنتاج النتائج بشكل صحيح وموثوق.
- يساهم الإطار النظري في توجيه الباحث في اقتراح التوصيات والتطبيقات العملية المستندة إلى النتائج البحثية.
- يعتبر الإطار النظري أداة أساسية في البحث العلمي تساهم في تحقيق الدقة والموثوقية والاستدلالية في الدراسات العلمية.
عناصر الإطار النظري
يتكون الإطار النظري من عدة مكونات وعناصر هي كالآتي:
- تحديد وتسمية المتغيرات التي ترتبط بموضوع البحث.
- بيان المتغيرات المستقلة والمتغيرات التابعة وتحديد العلاقة بينهما.
- توضيح المفاهيم والنظريات المرتبطة بموضوع البحث.
- تحديد المفاهيم الرئيسية والنظريات المتعلقة بموضوعه وتوضيح كيفية تطبيقها في البحث.
- تحديد الفرضيات التي يرغب في اختبارها من خلال البحث، وتوضيح كيفية تأثيرها على المتغيرات المستقلة والمتغيرات التابعة.
- تحديد المراجع والدراسات السابقة المتعلقة بموضوع البحث.
- استعراض المراجع الأكاديمية والدراسات السابقة التي تناقش الموضوع وتوضح النتائج والاستنتاجات التي تم التوصل إليها في هذه الدراسات.
كيفية بناء الإطار النظري
لبناء الإطار النظري في البحث العلمي، يجب اتباع خطوات محددة تساعد في تحقيق الهدف المنشود وتوفير الأساس النظري اللازم. أولاً، يجب تحديد النظرية أو النظريات التي تكون ذات صلة بموضوع البحث. يمكن القيام بذلك من خلال إجراء مسح للمراجع والدراسات المنشورة في المجال المرتبط بالبحث. ثانياً، يجب تحليل وتقييم النظرية المختارة وفهمها بشكل جيد. يتضمن ذلك قراءة الدراسات السابقة والأبحاث المتعلقة بالنظرية وفهم كيفية تطبيقها في سياق البحث الحالي.
ثالثاً، يجب تحديد المتغيرات المرتبطة بالنظرية وتحديد كيفية قياسها وتحليلها في البحث. يمكن ذلك من خلال تحديد المؤشرات والمتغيرات المهمة التي تؤثر في النظرية وتحديد طرق قياسها وتحليلها. رابعاً، يجب تحديد العلاقات المتوقعة بين المتغيرات وتوضيح كيفية تأثيرها على بعضها البعض. يمكن ذلك من خلال إجراء تحليل إحصائي للبيانات المتاحة واستخدام النماذج النظرية المناسبة.
أخيراً، يجب توثيق الإطار النظري في البحث العلمي من خلال استشهاد المراجع والدراسات المستخدمة في بناء الإطار النظري. يجب أن يتم ذلك بشكل صحيح ومنظم وفقًا لأسلوب الاقتباس المعتمد في البحث العلمي.
أمثلة الإطارات النظرية في البحث العلمي
تُمثِّل الإطارات النظرية جزءًا مهمًا في البحث العلمي، حيث تساعد في توجيه الدراسة وتحليل النتائج، ومن أمثلة الإطارات النظرية المستخدمة في البحث العلمي ما يأتي:
أولًا. نظرية التوجهات السلوكية: تستخدم في دراسة سلوك الأفراد وتفسيره.
ثانيًا. نظرية العقد الاجتماعي: تستخدم في تحليل العلاقات الاجتماعية التي تفسر العلاقات بين الأفراد والمجتمع.
ثالثًا. نظرية العرض والطلب: تستخدم في دراسة الظواهر الاقتصادية مثل التي تفسر تفاعل الأسعار والكميات في السوق.
رابعًا. نظرية السلوك الصحي: تستخدم في مجال الصحة، وما يتعلق بالصحة والعلاج.
خامسًا. نظرية التأثير الاجتماعي للتكنولوجيا: لدراسة العلاقة بين التكنولوجيا والمجتمع.
وهذه مجرد أمثلة قليلة على الإطارات النظرية المستخدمة في البحث العلمي، حيث يمكن استخدام عديدٍ من الإطارات النظرية المختلفة حسب مجال الدراسة والموضوع المطروح.
أنواع الإطار النظري
تعد أنواع الإطار النظري مجموعة من المقاربات والأساليب التي يمكن استخدامها في دراسة الظواهر والمشكلات المختلفة، ويمكن تصنيف الإطار النظري إلى ثلاثة أنواع رئيسية وهي كالآتي:
أولًا. الإطار النظري النقدي:
وهو نوع من الإطارات النظرية يهتم بتحليل ونقد النظريات الموجودة واستخداماتها، ويهدف إلى فهم الأفكار والفروض التي تقوم عليها النظريات الحالية وتحليل قوتها وضعفها، كما يتضمن هذا الإطار النظري تقييم الأدلة والمنهجيات المستخدمة في النظريات وقدرتها على تفسير الظواهر المراد دراستها، ويعتبر أداة مهمة؛ لتحليل النظريات الموجودة وتحسين فهمنا للموضوعات المختلفة.
ثانيًا. الإطار النظري التحليلي:
وهو نوع من الإطارات النظرية التي تهدف إلى إنشاء تحليل نظري جديد ومتكامل للموضوع البحثي، ويشمل هذا الإطار النظري تبني نظرية جديدة أو تطوير نظرية قائمة؛ لتفسير الظواهر المراد دراستها. كما يعتمد الإطار النظري النظري على الأدلة والمفاهيم النظرية السابقة، ويسعى إلى إظهار العلاقات والتفاعلات بين العناصر المختلفة في النظرية، كما يُعتبر الإطار النظري النظري أداة قوية؛ لإثراء المعرفة وفهم الظواهر والتفاعلات المعقدة.
ثالثًا. الإطار النظري العملي:
هو نوع من الإطارات النظرية التي تركز على تطبيق النظريات في سياقات عملية وتطبيقية، ويهدف هذا الإطار النظري إلى تطوير الإستراتيجيات والمفاهيم العملية التي يمكن استخدامها في حل المشكلات العملية وتحقيق الأهداف المحددة، كما يعتمد الإطار النظري النظري العملي على الأبحاث السابقة والأدلة العملية؛ لتحديد الخطوات الفعالة والممكنة لتطبيق النظرية وتحقيق النتائج المرجوة.